يمثل التطور العاطفي الاجتماعي مجالًا خاصًا في نمو الطفل. وهو عملية تدريجية وتكاملية يكتسب عبرها الطفل القدرة على فهم المشاعر واختبارها والتعبير عنها وإدارتها وتطوير العلاقات ذات المعنى مع الغير. وبهذا، ينطوي التطور العاطفي الاجتماعي على مجموعة كبيرة من المهارات والبنى، تتضمن ما يلي ولا تنحصر به: وعي الذات والانتباه المشترك واللعب ونظرية العقل (أو فهم رؤى الآخرين) وتقدير الذات والتنظيم العاطفي وعلاقات الصداقة وتطوير الهوية.
يبني التطور العاطفي الاجتماعي الأساس الذي يتيح للطفل الانخراط في الوظائف التطورية الأخرى. فقد يحتاج الطفل إلى القدرة على تدبير مشاعر الإحباط والبحث عن مساعدة من أحد أقرانه ليستطيع إتمام مهمة مدرسية صعبة. وقد يحتاج المراهق إلى التعبير عن مشاعره والرؤية من منظور شريكه كي ينهي الخصام بعد مشاجرة ويحافظ على العلاقة العاطفية. يتشابك التطور العاطفي الاجتماعي بالمجالات التطورية الأخرى ويُبنى عليها. إذ ترتبط حالات التأخر أو العجز اللغوي بالاضطرابات العاطفية الاجتماعية.
يمكن أن ننظر إلى الكثير من اضطرابات الصحة العقلية، بما فيها الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق واضطراب الشخصية الحدية واضطرابات تعاطي المواد واضطرابات الأكل عبر عدسة التطور العاطفي الاجتماعي، وخاصة التنظيم العاطفي. تعكس الكثير من الأعراض الرئيسية في اضطرابات طيف التوحد شذوذات في النواحي المتعلقة بالتطور العاطفي الاجتماعي، بما فيها الانتباه المشترك ونظرية العقل.