الدليل الشامل لـ تطور حديث للإنسان

يشير التطور الحديث للإنسان إلى التكيف التطوري، والانتقاء الجنسي والطبيعي، والانزياح الوراثي في مجتمعات الإنسان العاقل هومو سابيانس، منذ انفصالهم وانتشارهم في العصر الحجري القديم الأوسط قبل نحو 50,000 عام. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن البشر ما زالوا يتطورون، وليس ذلك وحسب، بل إن تطورهم منذ فجر الزراعة أسرع من أي وقت مضى. من الممكن أن الثقافة الإنسانية -وهي بحد ذاتها قوى اصطفائية- سرعت تطور البشر. مع وجود مجموعة بيانات كبيرة بما يكفي وباستخدام طرق البحث المعاصرة، أصبح بإمكان العلماء دراسة التغيرات في نسبة ظهور أليل ما في مجموعة صغيرة من السكان في فترة حياة واحدة (جيل واحد)، وهي أقصر فترة زمنية ذات معنى في علم التطور. تسمح مقارنة مورثة (جين) معينة مع قرينتها المأخوذة من نوع آخر لعلماء المورثات بأن يحددوا ما إذا كانت تتطور بسرعة في البشر وحدهم. مثلًا: في حين أن الحمض النووي للبشر مطابق وسطيًّا بنسبة 98% للحمض النووي للشمبانزي، فإن المنطقة التي تسمى المنطقة البشرية المسرعة 1 (إتش إيه آر 1)، المسؤولة عن تطور الدماغ، متطابقة بنسبة 85% فقط.

عقب تأهيل أفريقيا قبل نحو 130,000 عام، والتوسع الحديث خارج أفريقيا قبل نحو 70,000 إلى 50,000 عام، عزلت بعض المجتمعات الجزئية من الإنسان العاقل هومو سابيانز جغرافيًّا لعشرات آلاف السنين قبل بدايات عصر الاستكشاف الحديث. ساهم هذا إلى جانب الاختلاط القديم بتنوع وراثي بارز، ظهر في بعض الحالات أنه نتيجة الاصطفاء التوجهي الذي حدث في آخر 15,000 عامًا، وهذه فترة بعد حوادث الاختلاط القديم المحتملة بكثير. تعكس حقيقة أن المجتمعات البشرية التي تسكن في مناطق مختلفة من العالم كانت تتطور بمسارات متفرقة اختلاف ظروف مساكنهم. كانت ضغوط الاصطفاء شديدة بشكل خاص على السكان المتأثرين بالذروة الجليدية الأخيرة في أوراسيا، وللمجتمعات الزراعية الحضرية منذ العصر الحجري الحديث.

يمكن فرضيًّا لمتعددات أشكال النوكليوتيدات المفردة أو تحولات شيفرة وراثية واحدة «حرف» في أليل انتشر في مجتمع ما، في أجزاء وظيفية من الجينوم، أن يحور أي صفة موروثة ممكن تصورها، من الطول ولون العينين إلى التعرض للسكري وانفصام الشخصية. يساهم نحو 2% من شفرات الجينوم البشري للبروتينات وجزء أكبر بقليل في تنظيم المورثات. ولكن معظم بقية الجينوم وظائفه غير معروفة. إذا بقيت البيئة مستقرةً، فإن التحولات المفيدة ستنتشر في المجتمع المحلي على امتداد عدة أجيال حتى تصبح صفةً سائدةً. يمكن أن يصير أليل مفيد للغاية شائعًا في مجتمع في غضون قرون فقط في حين تستغرق الأليلات الأقل فائدةً آلاف السنين عادةً.

من الصفات البشرية التي ظهرت حديثًا القدرة على الغطس لفترات طويلة من الزمن، وتحولات لأجل العيش على ارتفاعات شاهقة حيث تنخفض تراكيز الأكسجين، مقاومة الأمراض المعدية (كالملاريا)، البشرة الفاتحة، العيون الزرقاء، استدامة إنزيم اللاكتيز (أو القدرة على هضم الحليب بعد فترة الرضاعة)، القدرة على تركيب نازعة هيدروجين الكحول (وهي إنزيم يفكك الكحول)، مستويات ضغط وكولسترول أقل، استعادة الشريان الناصف، سمك محور الشعر، شمع الأذن الناشف، ارتفاع مشعر كتلة الجسم، انخفاض تسيد مرض الألزهايمر، التعرض الأقل لمرض السكري، طول العمر الوراثي، تقلص حجم الدماغ، تغيرات في توقيت الحيض وسن انقطاع الحيض.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←