العهد القديم هو القسم الأول من الكتاب المقدس القانوني المسيحي المكون من قسمين. ويعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه. يتضمن العهد القديم أسفار الكتاب المقدس العبري (التناخ) أو الأسفار القانونية الأولى، وفي طوائف مسيحية مختلفة يتضمن أيضًا الأسفار القانونية الثانية. يستخدم المسيحيون الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت أسفارًا قانونية مختلفة، وسبب اختلافها يتعلق بالنصوص الواردة في العهد القديم.
كان مارتن لوثر متمسكًا بالسوابق اليهودية المشتركة وبعض السوابق القديمة، فاستبعد جميع الأسفار القانونية الثانية من العهد القديم في ترجمته للكتاب المقدس، ووضعها في قسم أطلق عليه اسم «أبوكريفا» (المخفي - المنحول). وكان اعتراف وستمنستر بالإيمان، الذي نُشر عام 1647، من أوائل الاعترافات الإصلاحية في اللغة الإنجليزية لاستبعاد الأبوكريفا من الكتاب المقدس، ما أدى إلى إزالة هذه الكتب من منشورات الكتاب المقدس البروتستانتية التي انشقت لاحقًا في العالم الناطق باللغة الإنجليزية، على الرغم من أن اللوثريون والأنجليكان احتفظوا بهذه الكتب باعتبارها قسمًا أساسيًا غير قانوني ولكنه مفيد للتعليم. ولمواجهة التأثير المتنامي للإصلاحيين، أكدت الجلسة الرابعة لمجمع ترنت الكاثوليكي في عام 1546 أن الأسفار القانونية الثانية المتعارف عليها في القائمة كانت مساوية في الموثوقية للأسفار القانونية الأولى في قانون ترنت، وكان هذا في العام الذي توفي فيه لوثر. ووافق القرار على إدراج الأسفار القانونية الثانية الموجودة قبل قرن تقريبًا من مجمع فلورنسا. وقد استند مجمع ترنت في دحضه لتصوير مارتن لوثر للنصوص المنحولة على أول قانون مسيحي منشور مأخوذ من النصوص السبعينية التي استخدمها كتّاب السبعة والعشرين كتابًا من العهد الجديد. وفي تجميع لوثر لفهرسه للعهد القديم استند إلى 24 كتابًا من الكتاب المقدس العبري، والذي كان لا يزال قانونًا مفتوحًا حتى عام 200 وربما حتى بعد وضع القانون الكاثوليكي في عام 382. ووفقًا لمبدأ جيروم فيريتاس هيبرايكا (الحقيقة العبرية)، يتكون العهد القديم البروتستانتي من نفس أسفار الكتاب المقدس العبري، لكن ترتيب الأسفار وتقسيمها مختلفان. يعتبر البروتستانت عدد أسفار العهد القديم 39، بينما يرقِّم الكتاب المقدس العبري نفس الأسفار بعدد 24. يحسب الكتاب المقدس العبري أسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام كسفر واحد لكل منها، وأسفار الأنبياء الإثني عشر الصغار كسفر واحد، وأيضًا شكلت أسفار عزرا ونحميا سفرًا واحدًا.
تعد الاختلافات بين الكتاب المقدس العبري الحديث والنسخ الأخرى من العهد القديم مثل التوراة السامرية، والبشيطتا السريانية، والفولغاتا اللاتينية، والسبعينية اليونانية، والكتاب المقدس الإثيوبي، وغيرها من الشرائع، أكثر جوهرية. وتشتمل العديد من هذه الشرائع على أسفار وأقسام منها لا يأخذ بها الآخرون.