التصويرية هي أسلوب وحركة جماليّة عالمية، سيطرت على التصوير الفوتوغرافي خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ليس ثمة من تعريفٍ موحّد لهذا المصطلح، لكنه يشير عمومًا إلى أسلوبٍ يقوم فيه المصور على نحوٍ ما، بالتلاعب بما كان ينبغي أن يكون مجرد صورة ضوئية فوتوغرافية فوريّة، ليخلق صورة أخرى، بدلًا من محاولة توثيقها أو تسجيلها فحسب. عادةً ما تبدو الصورة في هذا النوع من التصوير مفتقرةً إلى التركيز الحاد (بعض الصور أكثر من غيرها)، وتُطبع بلونٍ واحد أو أكثر، غير الأبيض والأسود (يتراوح من البني الدافئ إلى الأزرق الداكن) وقد تحتوي على ضرباتِ فرشاةٍ مرئية أو تلاعب آخر بالسطح. كانت الصورة الفوتوغرافية بالنسبة للفنان التصويري، مثل اللوحة أو الرسم أو النقش، وسيلة لإسقاط نيّة عاطفية في عالم خيالِ المشاهد.
ازدهرت هذه الحركة التصويرية بين عامي 1885 و1915 تقريبًا، على الرغم من استمرار بعض الفنانين في ترويجها حتى أربعينيات القرن العشرين. بدأت الحركة كرد فعل على مزاعم تقول بأنّ الصورة الفوتوغرافية ليست سوى توثيق بسيط للواقع، وتحولت إلى حركة تهدف إلى تعزيز مكانة التصوير الفوتوغرافي كشكل فني حقيقي. وناقش الرسامون والمصورون ونقاد الفن لأكثر من ثلاثة عقود، الفلسفات الفنية المتعارضة التي بلغت ذروتها في نهاية المطاف باقتناء عديد من المتاحف الفنية الكبرى للصور الفوتوغرافية.
تراجعت شعبية التصويرية تدريجيًا بعد عام 1920، لكنها لم تتلاشى إلا مع نهاية الحرب العالمية الثانية. برز خلال هذه الفترة أسلوب التصوير الحداثي، وتحول اهتمام الجمهور إلى صور أكثر تركيزًا، مثل أعمال أنسل آدمز. وبدأ عديد من المصورين البارزين في القرن العشرين مسيرتهم المهنية بأسلوب التصويرية، لكنهم انتقلوا إلى التصوير الفوتوغرافي شديد التركيز مع حلول ثلاثينيات القرن العشرين.