أبعاد خفية في تصور البيانات والمعلومات

تصور البيانات والمعلومات Data and information visualization (البيانات المرئية أو المعلومات المرئية)- هو ممارسة تصميم وإنشاء تمثيلات رسومية أو مرئية لكمية كبيرة من البيانات والمعلومات الكمية والنوعية المعقدة بمساعدة عناصر مرئية ثابتة، أو ديناميكية، أو تفاعلية. وتعتمد مثل هذه التصورات عادةً على البيانات والمعلومات التي تم جمعها من مجال معين من الخبرة، وهي مخصصة لجمهور أوسع بهدف مساعدتهم على الاستكشاف والاكتشاف بصريًا، والفهم السريع، والتفسير، واكتساب رؤى مهمة حول التركيبات والعلاقات والارتباطات والأنماط المحلية والعالمية والاتجاهات والاختلافات والثبات والتجمعات والقيم المتطرفة والتجمعات غير العادية داخل البيانات (التصور الاستكشافي). عندما يكون المقصود به أن ينقل لعامة الناس (الاتصال الجماهيري) نسخة موجزة من المعلومات المعروفة والمحددة بطريقة واضحة وجذابة ( التصور التقديمي أو التوضيحي)، فإنه عادة ما يسمى بالرسومات البيانية المعلوماتية.

ويهتم التصور البياني للبيانات بتقديم مجموعات من البيانات الخام الكمية في المقام الأول في شكل تخطيطي، عن طريق استخدام الصور. تتضمن التنسيقات المرئية المستخدمة في تصور البيانات المخططات والرسوم البيانية (على سبيل المثال المخططات الدائرية، المخططات الشريطية، المخططات الخطية، المخططات المساحية، المخططات المخروطية، المخططات الهرمية، المخططات الدائرية، المخططات التكرارية، المخططات الطيفية، المخططات الفوجية ، المخططات الشلالية، المخططات القمعية، المخططات النقطية، إلخ)، المخططات، المخططات البيانية (على سبيل المثال المخططات التشتتية، المخططات التوزيعية، مخططات الصندوق والشارب )، الخرائط الجغرافية المكانية (مثل خرائط الرموز النسبية، خرائط الكوروبلث، خرائط التساوي وخرائط الحرارة )، الأشكال، مصفوفات الارتباط، مقاييس النسبة المئوية، إلخ، والتي يمكن دمجها أحيانًا في لوحة معلومات.

من ناحية أخرى، يتعامل التصور المعلوماتي مع مجموعات بيانات متعددة وواسعة النطاق ومعقدة تحتوي على بيانات كمية (عددية)، بالإضافة إلى معلومات نوعية (غير رقمية، أي لفظية أو رسومية) ومجردة في المقام الأول، وهدفه هو إضافة قيمة إلى البيانات الخام، وتحسين فهم المشاهدين، وتعزيز إدراكهم ومساعدتهم على استخلاص الأفكار واتخاذ القرارات أثناء التنقل والتفاعل مع العرض الرسومي المدعوم من الكمبيوتر. تتضمن الأدوات المرئية المستخدمة في تصور المعلومات خرائط للبيانات المستندة إلى الموقع؛ والتنظيمات الهرمية للبيانات مثل خرائط الأشجار، والأشجار الشعاعية، وغيرها من هياكل الأشجار؛ والعروض التي تعطي الأولوية للعلاقات (Heer et al. 2010) مثل مخططات سانكي، ومخططات الشبكة، ومخططات فن، والخرائط الذهنية، والشبكات الدلالية، ومخططات الكيانات والعلاقات؛ والمخططات الانسيابية، والجداول الزمنية، وما إلى ذلك.

تتمتع التقانات الناشئة مثل الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط بالقدرة على جعل تصور المعلومات أكثر غامرة وبديهية وتفاعلية وسهلة التلاعب، وبالتالي تعزيز الإدراك البصري والإدراك لدى المستخدم. في تصور البيانات والمعلومات، الهدف هو عرض واستكشاف البيانات المجردة، وغير المادية، وغير المكانية التي تم جمعها من قواعد البيانات، وأنظمة المعلومات، وأنظمة الملفات، والمستندات وبيانات الأعمال وما إلى ذلك ( التصور التقديمي والاستكشافي) والذي يختلف عن مجال التصور العلمي، حيث يكون الهدف هو تقديم صور واقعية بناءً على البيانات العلمية المادية والمكانية؛ من أجل تأكيد أو رفض الفرضيات ( التصور التأكيدي).

يتم الحصول على البيانات بشكل صحيح من خلال المصادر المناسبة، والسياق المناسب والبساطة وعدم الازدحام. البيانات الأساسية دقيقة ومحدثة للتأكد من موثوقية الرؤى. يتم اختيار العناصر الرسومية بعناية لمجموعات البيانات المقدمة وتكون جذابة من الناحية الجمالية، مع استخدام الأشكال والألوان والعناصر المرئية الأخرى بشكل متعمد بطريقة مفيدة وغير مشتتة. ويتم إرفاق الصور بنصوص داعمة (ملصقات وعناوين). تتكامل هذه المكونات اللفظية والرسومية مع بعضها البعض من أجل ضمان فهم واضح وسريع وسهل التذكر. إن التصور الفعال للمعلومات يدرك احتياجات ومخاوف ومستوى خبرة الجمهور المستهدف، ويوجههم عمدًا إلى الاستنتاج المقصود. ويمكن استخدام هذا التصور الفعال ليس فقط لنقل الأفكار المتخصصة والمعقدة والمدفوعة بالبيانات الضخمة إلى مجموعة أوسع من الجمهور غير التقني بطريقة جذابة بصريًا وجذابة وسهلة الوصول إليها، ولكن أيضًا للخبراء والمديرين التنفيذيين في المجال لاتخاذ القرارات ومراقبة الأداء وتوليد أفكار جديدة وتحفيز البحث. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم علماء البيانات ومحللو البيانات ومتخصصو استخراج البيانات التصور البياني بهدف التحقق من جودة البيانات، والعثور على الأخطاء والفجوات غير العادية والقيم المفقودة في البيانات، وتنظيف البيانات، واستكشاف هياكل وميزات البيانات وتقييم مخرجات النماذج المعتمدة على البيانات. في مجال الأعمال، يمكن أن يشكل تصور البيانات والمعلومات جزءًا من سرد القصص بالبيانات، حيث يتم إقرانها ببنية سردية متماسكة أو قصة لوضع البيانات التي تم تحليلها في سياقها وتوصيل الأفكار المكتسبة من تحليل البيانات بوضوح وبشكل لا يُنسى بهدف إقناع الجمهور باتخاذ قرار أو اتخاذ إجراء من أجل خلق قيمة تجارية. يمكن مقارنة هذا بمجال الرسومات الإحصائية، حيث يتم توصيل البيانات الإحصائية المعقدة بيانيًا بطريقة دقيقة ومحددة بين الباحثين والمحللين ذوي الخبرة الإحصائية؛ لمساعدتهم على إجراء تحليل استكشافي للبيانات أو لنقل نتائج مثل هذه التحليلات، حيث لا تكون الجاذبية البصرية وجذب الانتباه إلى قضية معينة ورواية القصص مهمة.

يعد مجال تصور البيانات والمعلومات ذا طبيعة متعددة التخصصات؛ لأنه يحتوي على مبادئ موجودة في تخصصات الإحصاء الوصفي (منذ القرن الثامن عشر)، والاتصال المرئي، والتصميم الجرافيكي، والعلوم المعرفية، ومؤخرًا، الرسومات الحاسوبية التفاعلية والتفاعل بين الإنسان والحاسوب. ونظرًا لأن التصور الفعال يتطلب مهارات التصميم والمهارات الإحصائية ومهارات الحوسبة، لذا فقد زعم مؤلفون مثل جيرشون وبيج أنه فن وعلم في نفس الوقت. يجمع مجال التحليلات المرئية المجاور بين تحليل البيانات الإحصائية وتصور البيانات والمعلومات والتفكير التحليلي البشري من خلال واجهات مرئية تفاعلية لمساعدة المستخدمين من البشر على التوصل إلى استنتاجات واكتساب رؤى قابلة للتنفيذ، واتخاذ قرارات مستنيرة يصعب على أجهزة الكمبيوتر القيام بها.

البحث في كيفية قراءة الأشخاص، وقراءتهم الخاطئة لأنواع مختلفة من التصورات، يسلعد كثيرًا في تحديد أنواع وميزات التصورات الأكثر قابلية للفهم وفعالية في نقل المعلومات. ومن جانب آخر، يمكن للتصورات السيئة غير المقصودة، أو المضللة والمخادعة عمدًا (التصورات المضللة) أن تعمل بوصفها أدوات قوية لنشر المعلومات المضللة والتلاعب بالإدراك العام وتحويل الرأي العام نحو أجندة معينة. وهكذا باتت محو الأمية في مجال تصور البيانات مكونًا مهمًا لمحو الأمية في البيانات والمعلومات في عصر المعلومات، وذلك على غرار الأدوار التي لعبتها محو الأمية النصية والرياضية والبصرية في الماضي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←