تشوغا مامي هي مستعمرة في مدينة سامراء القابعة بمحافظة ديالى في شرق العراق، وبالتحديد في منطقة مندلي، والتي تم العثور فيها على أول قناة للري تم استخدامها منذ حوالي 6000 سنة قبل الميلاد، لم يعد من السهل معرفة أي نوع من التطورات الثقافية حدثت في فترة ما بين 6500 إلى 4500 قبل الميلاد.
يقع موقعها على بعد حوالي 70 ميلاً شمال شرق بغداد ويعود تاريخها إلى أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد.
سكن بها العديد من الطبقات من سكان حضارة سامراء وحتى العبيد، كانت المباني مستطيلة الشكل ومبنية من الطوب اللبن، بما في ذلك برج حراسة عند مدخل المستعمرة، كانت مناسبة لسقاية الماشية (كالأبقار والأغنام والماعز) وأرضها صالحة للزراعة (كزراعة القمح والشعير والكتان).
ولذلك فإن أحد الجوانب المهمة لهذا الاكتشاف هو أنه يمثل دليل على وجود علاقات تاريخية بين ثقافات شمال وجنوب بلاد ما بين النهرين، أو على الأقل في منطقة ماندالي، وأيضاً وجود تواصل مع بلاد فارس، كان الري ووجود أنواع جديدة من الحبوب وأساليب الخزف الأجنبي وتربية الماشية وكل ذلك كانت بدايته في عصر تشوغا مامي، والذي يمثل أواخر حضارة سامراء في الأراضي المنخفضة ببلاد ما بين النهرين، وبالتالي، فإن هذا التحديد الزمني يشير أيضًا إلى سبب حدوث كل هذه الابتكارات وهو الهجرة من الأراضي المنخفضة، ومن القطع الأثرية التي تم العثور عليها في تشوغا مامي قطع الفخار المطلي من حضارة سامراء والتماثيل النسائية المصنوعة من الصلصال.