التشوش الذهني بعد انقطاع الطمث (بالإنجليزية: postmenopausal confusion) ، والذي يُشار إليه أيضًا بضباب الدماغ المرتبط بانقطاع الطمث، هو مجموعة من الأعراض التي تعاني منها النساء حيث تزداد مشكلات الإدراك والتفكير لديهن بشكل ملحوظ خلال مرحلة ما بعد انقطاع الطمث مقارنةً بما قبلها.
وقد أظهرت العديد من الدراسات التي تناولت تقييم الأداء المعرفي بعد انقطاع الطمث، وجود تراجع ملحوظ في الوظائف الإدراكية لدى أكثر من 60% من النساء المشاركات في هذه الدراسات. وكانت الأعراض الشائعة تشمل: بطء في سرعة الاستجابة وضعف في التركيز، وصعوبة في تذكر الأرقام أو الكلمات، بالإضافة إلى نسيان الأسباب التي دفعت إلى القيام بسلوك معين.
كما أظهرت الدراسات وجود علاقة واضحة بين شكاوى النساء الذاتية حول تراجع قدراتهن المعرفية وبين القياسات الموضوعية لأدائهن العقلي، مما يعكس تأثيراً كبيراً على جودة الحياة المرتبطة بالصحة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
يتركز العلاج أساساً على إدارة الأعراض من خلال استراتيجيات غير دوائية، ومنها: ممارسة النشاط البدني المنتظم واتباع نظام غذائي خاضع للإشراف الطبي، خاصة الأنظمة التي تحتوي على مركبات الإستروجين النباتي أو الريسفيراترول.
أما بالنسبة للعلاجات الدوائية، فلا تزال الأبحاث مستمرة لتقييم فعاليتها في علاج التشوش الذهني بعد انقطاع الطمث، ويُشار إلى أن العلاج باستخدام الهرمونات البديلة غير معتمد حالياً كعلاج لهذه الحالة بسبب عدم فعاليته في هذا السياق. ومع ذلك، فإن استخدام العلاج الهرموني التعويضي ضمن الاستطبابات المعتمدة لم يُظهر أي تأثير سلبي ملحوظ على الوظائف الإدراكية بعد انقطاع الطمث.
وجدير بالذكر أن معظم الأدبيات العلمية تركز على النساء، إلا أن جميع الأشخاص الذين يمرون بتجربة انقطاع الطمث، بمن فيهم من لا يعرّفون أنفسهم كنساء، قد يعانون من أعراض التشوش الذهني المرتبط بهذه المرحلة.