تسوس الأسنان، المعروف أيضًا باسم التجاويف أو النخر، هو تآكل الأسنان نتيجة الأحماض التي تنتجها البكتيريا. يظهر التسوس بألوان مختلفة تتراوح بين الأصفر والأسود. قد تكون الأعراض مصحوبة بألم وصعوبة في الأكل، وقد تتطور إلى مضاعفات مثل التهاب الأنسجة المحيطة بالسن، وفقدان الأسنان، والعدوى، أو تكوين الخراج. يُعد تجديد الأسنان باستخدام الخلايا الجذعية مجالاً دراسيًا حديثًا يهدف إلى عكس آثار التسوس، إذ تركز الأساليب الحالية على التخفيف من الأعراض.
ينجم التسوس عن أحماض تنتجها البكتيريا التي تهاجم الأنسجة الصلبة للأسنان (المينا، والعاج، والملاط). تنتج هذه الأحماض عندما تحلل البكتيريا بقايا الطعام أو السكر الموجود على سطح الأسنان. يُعد النظام الغذائي الغني بالسكريات البسيطة عامل خطر رئيس، لأن هذه السكريات تُعتبر مصدر الطاقة الأساسي للبكتيريا. يحدث تسوس الأسنان عندما يكون تحلل المعادن الناتج عن الأحماض أكبر من إعادة التمعدن التي يوفرها اللعاب. تشمل عوامل الخطر الأخرى نقص إنتاج اللعاب، كما هو الحال في داء السكري، ومتلازمة شوغرن، واستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب. يرتبط تسوس الأسنان أيضًا بسوء النظافة الفموية، الفقر، وانحسار اللثة الذي يكشف جذور الأسنان.
تشمل الوقاية من التسوس تنظيف الأسنان بانتظام، واتباع نظام غذائي منخفض السكر، واستخدام الفلورايد بكميات صغيرة. يُنصح بتنظيف الأسنان مرتين يوميًا واستعمال خيط الأسنان مرة واحدة يوميًا. يمكن الحصول على الفلورايد من مصادر مثل الماء، الملح، أو معجون الأسنان. كما يمكن أن يقلل علاج تسوس أسنان الأم من خطر انتقال البكتيريا إلى أطفالها. يساعد الفحص الدوري في الكشف المبكر عن التسوس، قد تتنوع طرق العلاج بين ترميم السن أو إزالته في الحالات المتقدمة اعتمادًا على شدة التسوس. لا توجد حاليًا تقنية لإعادة نمو عدد كبير من الأسنان. غالبًا ما يكون العلاج محدودًا في الدول النامية، بينما يمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم.
يُقدر أن حوالي 3.6 مليار شخص أي 48% من سكان العالم يعانون من تسوس الأسنان الدائمة اعتبارًا من عام 2016. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُصاب جميع البالغين تقريبًا بالتسوس في مرحلة ما من حياتهم. كما يؤثر التسوس على حوالي 620 مليون طفل (9% من السكان). ارتفعت معدلات الإصابة لدى الأطفال والبالغين في السنوات الأخيرة، خاصة في العالم المتقدم نتيجة زيادة استهلاك السكر البسيط، بينما تُسجل معدلات أقل في العالم النامي. يُشتق مصطلح "تسوس الأسنان" من الكلمة اللاتينية التي تعني "التعفن".