التسمم بمركبات الفوسفور العضوية (بالإنجليزية: Organophosphate poisoning) هو تسمم بسبب الفوسفات العضوي، والذي يُستخدم كمبيد حشري ودواء وغاز أعصاب. تشمل أعراض التسمم بمركبات الفوسفور العضوية زيادة إنتاج اللعاب والدموع، والإسهال، والتقيؤ، وتقبض الحدقة، والتعرق، ورعش بالعضلات، والارتباك. وفي حين أن ظهور هذه الأعراض غالباً ما يكون في غضون دقائق إلى ساعات من وقت حدوث التسمم، إلا أن بعض الأعراض قد يستغرق أسابيع لظهوره. ويمكن أن تستمر الأعراض من أيام إلى أسابيع.
يحدث التسمم بالفوسفات العضوي بشكل شائع كمحاولة انتحار في المناطق الزراعية في العالم النامي، أو بشكل أقل شيوعا عن طريق الصدفة. ويمكن أن يحدث التسمم من خلال شرب المركبات أو تنفس أبخرتها أو تعرضها للجلد. تتضمن الآلية الأساسية في تسمم مركبات الفوسفور العضوية تثبيط إنزيم أستيل كولين إستراز، مما يؤدي إلى تراكم الأستيل كولين في الجسم. ويعتمد تشخيص التسمم عادة على أعراض التسمم، ويمكن تأكيده عن طريق قياس نشاط إنزيم بوتريل كولين استراز في الدم. كما يؤدي التسمم بالكاربامات لأعراض مشابهة.
تشمل وسائل الحماية من التسمم كل من حظر الأنواع السامة جدًا من مركبات الفوسفور العضوي، واستخدام ملابس وقائية لأولئك الذين يتعاملون مع هذه المبيدات، وكذلك الاستحمام وغسل الجلد بعد التعرض قبل الذهاب إلى المنزل.
يشمل العلاج الأولي لتسمم مركبات الفسفور العضوي الأتروبين، والأكسيم مثل البراليدوكسيم، والديازيبام. كما يُنصح باتخاذ تدابير عامة مثل الأكسجين والسوائل الوريدية. وقد تبين أن محاولات تطهير المعدة بالفحم المنشط أو بالوسائل الأخرى هي إجراءات عديمة الجدوى. وعلى الرغم من وجود خطر نظري على العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعتنون بحالات التسمم، إلا أن درجة هذا الخطر تبدو صغيرة للغاية.
مركبات الفوسفور العضوية هي واحدة من أكثر أسباب التسمم شيوعا في جميع أنحاء العالم. وهناك ما يقرب من 3 ملايين حالة تسميم سنوياً، بما يؤدى إلى وفاة مائتي ألف شخص من أثر التسمم. كما أن حوالي 15 ٪ من الأشخاص المصابين بالتسمم يموتون نتيجة لذلك. ويرجع الإبلاغ عن تسمم بالفوسفور العضوي منذ عام 1962 على الأقل.