التسمم بالأسماك المدارية (سي إف بّي)، المعروف أيضًا باسم سيغواتيرا، هو مرض منقول بالغذاء ناتج عن تناول أسماك المرجان التي تتلوث لحومها بسموم معينة، وقد تشمل أعراض هذا التسمم الإسهال والإقياء والخدر والحكة والحساسية للحرارة والبرودة والدوخة والوهن.
يختلف توقيت ظهور الأعراض من نصف ساعة إلى يومين تبعًا لكمية السم المتناوَلة، وقد يستمر الإسهال مدةً تصل إلى أربعة أيام، وعمومًا قد تبقى بعض الأعراض بضعة أسابيع أو أشهر، وقد تحدث أيضًا مشاكل قلبية مثل بطء معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم.
تشمل هذه السموم النوعية السيجواتوكسين والمايتوتوكسين، التي يعود أصلها إلى كائن بحري صغير من السوطيات الدوارة يُسمى الغامبيرديسكوس السام Gambierdiscus toxicus، ينمو هذا الكائن على الشعاب المرجانية وحولها في المياه المدارية وشبه المدارية، وتأكل الأسماك العاشبة هذه الشعاب والتي بدورها تؤكل من قِبل أسماك آكلة للحوم أكبر منها.
تصبح السموم أكثر تركيزًا بانتقالها للأعلى في السلسلة الغذائية، وتشمل هذه الأسماك البراكودة (العقام) والهامور والمورايية والسريولا (الأمبراجاك) والقاروص البحري والحفش.
يعتمد التشخيص على اجتماع الأعراض مع وجود قصة حديثة لتناول هذه الأسماك، ويزداد احتمال التشخيص إذا ظهرت الأعراض على عدد من الأشخاص الذين تناولوا نفس طبق السمك، ويمكن تأكيد التشخيص أيضًا باختبار عينة من الأسماك التي تناولوها سابقًا في حال توفرها.
تشمل الجهود الوقائية عدم تناول أسماك المرجان، وعدم تناول الأسماك التي تحمل خطورةً سميةً عاليةً مثل البراكودة، وأيضًا عدم تناول كبد السمك أو البطارخ أو رؤوس الأسماك.
سم السيجواتوكسين ليس له طعم ولا رائحة ولا يمكن تفكيكه بالطهي التقليدي، ولا يوجد علاج نوعي له عند حدوثه.
قد يُستخدم المانيتول في العلاج، لكن الأدلة التي تدعم استخدامه ليست قويةً جدًا، كذلك يمكن استخدام مادتي الغابابنتين والأميتربتلين لعلاج بعض الأعراض.
تقدر مراكز مكافحة الأمراض واتقائها حدوث نحو 50 ألف حالة تسمم على مستوى العالم في كل عام، وتشير تقديرات أخرى إلى حدوث ما يقارب 500 ألف حالة في السنة، وهو أكثر التسممات الناتجة عن المأكولات البحرية شيوعًا.
يحدث هذا التسمم كثيرًا في المحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر الكاريبي بين خطي عرض 35° شمالًا و35° جنوبًا. يبدو أن خطر الإصابة بهذه الحالة يزداد بسبب تدهور الشعب المرجانية وزيادة تجارة المأكولات البحرية، ويبلغ خطر الوفاة بالتسمم أقل من 1 لكل ألف حالة. يعود تاريخ وصف الحالة إلى عام 1511 على الأقل، وبدأ استخدام الاسم الحالي في عام 1787.