ترجمات الكتاب المقدس إلى الإنجليزية الحديثة المبكرة، هي النسخ التي تُرجمت عن الكتاب المقدس بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، أي الحقبة التي استُخدمت فيها الإنجليزية الحديثة المبكرة. تُعتبر هذه الفترة أولى الفترات الرئيسية التي جرت خلالها ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية، إذ تضمنت نسخة الملك جيمس ونسخة دواي-ريميس. خلق الإصلاح البروتستانتي والإصلاح المضاد حاجةً ملحةً إلى ترجمة الأناجيل إلى اللغة العامية، إذ عملت العديد من المجموعات المتنافسة على هذا الأمر وخرجت كل منها بنسختها الخاصة.
سبقت نسخة ويكليف فترة الإصلاح البروتستانتي، لكن بقيت إنجلترا واحدةً من الدول الأوروبية التي تأخرت في طرحها لنسخة عامية مطبوعة للكتاب المقدس. تعددت الأسباب التي دفعت إنجلترا إلى التأخير، يتمثل أحدها في رغبة الملك هنري الثامن في تجنب ترويج البدع، وهي حجة بُررت لاحقًا في الملاحظات الهامشية المطبوعة في نسخة تيندال للعهد الجديد وفي نسخة جينيف للكتاب المقدس. تجسد السبب الآخر في عقيدة الماجستيريوم (السلطة التعليمية) التي آمن بها الروم الكاثوليك، والتي تصف الكنيسة بأنها صاحبة السلطة العليا في تفسير الكتب المقدسة، إذ لم يسود الاعتقاد بأهمية تشجيع التفسير الشخصي للكتب المقدسة –وبالتالي الانتشار المحتمل للهرطقات- خلال السنوات المضطربة التي شهدتها فترة الإصلاح البروتستانتي.
مُنعت العديد من الأناجيل الإنجليزية التي ُطُبعت في أوائل تلك الحقبة بشكل مؤقت على أقل تقدير. اشتكى الملك هنري الثامن من «تحشية الكتاب المقدس الخبيثة» التي أوردها تيندال، إذ لم يتقبل سوى نسخ كوفرديل وماثيو بسبب حذف الناشرين لأي ذكر لتورط تيندال فيها. مُنع تداول نسخة الكتاب المقدس العظيم التي نُشرت و«سُمح بها» في عام 1539، وذلك في عهد الملكة ماري الأولى بسبب معتقداتها الرومانية الكاثوليكية.