أدّى الهجوم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة منذ شهر كانون الأول 2023 إلى تدمير الكثير من معالم التراث الثقافي في القطاع، فبالإضافة إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى ونزوح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني، وتدمير المباني والبنية التحتية والأحياء والشوارع والأراضي الزراعية وغيرها، فقد تم استهداف المستشفيات والمدارس والجامعات والمكتبات والمتاحف والمساجد والكنائس عمدًا.
إن اتفاقية لاهاي لحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح والتي تم توقيعها في عام 1954 من قبل 126 دولة ومن ضمنهم دولة فلسطين، تسعى لحماية مواقع التراث الثقافي في حالة الحروب، وبالرغم من أن إسرائيل قد وقعت على هذه الاتفاقية، إلا أنها تعمّدت تدمير الإرث التاريخي والثقافي لقطاع غزة في الحرب الأخيرة. وفقًا لتقرير لمجموعة التراث من أجل السلام، فقد قُدّر أن أكثر من 100 معلمٍ أثري وثقافي تم تدميره أو تضرّره نتيجة للهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة. أما التقرير الأخير الصادر عن "أمناء المكتبات والأرشيف من أجل فلسطين" فشدّد أن تقييم حالة الأرشيفات والمكتبات والمتاحف في غزة في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل ليس بالأمر السهل، وما تم توثيقه في التقرير يمثل مجرد جزء صغير من الضرر والخسارة الفعليين، ولا يعطي الصورة الكاملة.