التدبيرية منهج لتفسير الكتاب المقدس ظهر في إنكلترا في القرن التاسع عشر بجهود جون نلسون داربي من كنيسة إخوة بليموث. تلعب التدبيرية أو القدرية كما يسميها البعض دوراً رئيسياً في الفكر اللاهوتي للصهاينة المسيحيين، فمن أجل فهم علاقة الله مع الجنس البشري فإن التدبيريين يقسمون تاريخ هذه العلاقة إلى سبعة أحقاب زمنية يمتحن الله فيها مدى طاعة الإنسان. يقول سكوفيلد، وهو أحد أهم مفكري هذا المذهب «كل قدر دور من الزمان يمتحن فيه البشر حسبما أوحاه الله من وحي مخصوص». ووفقاً للتدبيريين فإن البشر اليوم يعيشون في الحقبة السادسة أو ما يسمى «حقبة الكنيسة والنعمة» بانتظار حلول الحقبة السابعة والأخيرة بعودة المسيح للأرض لكي يؤسس حكمه الألفي. وهكذا تفصل التدبيرية بين إسرائيل والكنيسة كمفهومين. أما بالنسبة للمسيحية التقليدية فكما يقول أوغسطينوس فإن الكنيسة هي وارثة الوعود التي أعطاها الله لإسرائيل، فهي بذلك إسرائيل الجديدة التي تسعى بشوق لبلوغ أورشليم السماوية، فأورشليم أو أرض الميعاد للمسيحيين التقليديين هي مفهوم روحاني أزلي لا صلة له بأرض إسرائيل التاريخية، وذلك بخلاف المسيحيين الصهاينة الذين يشددون على الفصل بين إسرائيل كشعب يهودي أو شعب الله على الأرض من جهة والكنيسة أو شعب الله في السماء من جهة، مؤكدين على التفسير الحرفي للكتاب المقدس. يفضي هذا بهم إلى نتيجة حتمية مفادها أن أرض فلسطين التاريخية هي ملك أبدي للشعب اليهودي، وأن نبوءات الكتاب المقدس التي أعلنت عن عودة اليهود إلى أرضهم قد تحققت في القرنين التاسع عشر والعشرين باحتلال فلسطين.
قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←