اكتشاف قوة تداعيات ما بعد الحرب العالمية الثانية

شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية بتراجع القوى العظمى القديمة وصعود قوتين عظيمتين: الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية. وبعد أن كانا حلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، أصبحا متنافسين على الساحة العالمية التي شهدت سباقًا للتسلح النووي بين القوتين العظميين. وأنتج هذا التنافس ما يعرف بالحرب الباردة، والتي سميت بهذا الاسم لأنها لم تسفر أبدًا عن حرب شاملة معلنة بين القوتين. تميزت الحرب بدلاً من ذلك بالتجسس والتقويض السياسي والحروب بالوكالة. ومن أهم الاسباب التي منعت الحرب الباردة أن تتحول الي حربا «ساخنة-تقليديه»، هو أن كلا القوتين ـ الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدةـ لديهما نظام رادع نووي ضد بعضها البعض، مما كان سيؤدي الي مواجهات الدمار المتبادل حتماً. كما شهدت تلك الفترة زيادة التهديد بحرب نووية، وأنشئت الأمم المتحدة وتطبيقها لتكون منظمة دولية، وإنهاء الاستعمار في آسيا وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا من قبل القوى الأوروبية وشرق آسيا، ولا سيما من بريطانيا وفرنسا واليابان.

ثم أعيد بناء أوروبا الغربية واليابان من خلال خطة مارشال الأمريكية في حين بقيت أوروبا الوسطى والشرقية تحت النفوذ السوفيتي مما أدى إلى خلق حاجز معنوي عُرف ب «الستار الحديدي» وذلك نسبة إلى تقسيم أوروبا إلى الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة والكتلة الشرقية بقيادة السوفيات. وعلى الصعيد الدولي، فضلت بعض الدول المتحالفة لكل المعسكرين الحياد بالبقاء خارج الحرب الباردة، فظهر نتيجة لذلك (حركة عدم الانحياز).

ومن النتائج أيضا، أن شكلت القوى العظمى المتضررة في أوروبا الغربية (هيئة الفحم والحديد الأوروبي) والتي تطورت لاحقا إلى (السوق الأوروبية المشتركة) لتطور في نهاية المطاف إلى ما يُعرف اليوم ب (الاتحاد الأوروبي). وقد كان الهدف في المقام الأول من تشكيل هذه الهيئة هو محاولة لتفادي نشوب حرب أخرى بين ألمانيا وفرنسا وذلك عن طريق التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين، وسوق مشتركة للموارد الطبيعية الهامة.

ومن نتائج نهاية الحرب أيضا أن كانت البداية لنهايه الاستعمار ومنح الاستقلال دول كثيره حول العالم، حيث استقلت الهند من بريطانيا، واستقلت اندونيسيا من هولندا والفليبين من امريكاد، كما استقلت عدد من الدول العربيه من حكم الانتداب الذي فُرض عليها من قبل القوى العظمى بعد الحرب العالميه الأولى. كذلك شكلت دولة الاحتلال الإسرائيلي عملاً بقرار وعد بلفور مستغلة تعاطف المجتمع الدولي بعد انتهاكات الدولة الألمانية ضد يهود أوروبا على الأراضي الفلسطينية التي كانت تقع تحت الانتداب الإنكليزي وقتها في السنوات التي تلت الحرب مباشرة. وجاء الاستقلال لدول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ببطء أكبر.

ومن نتائج الحرب العالمية الثانية صعود النفوذ الشيوعي في شرق آسيا مع تأسيس جمهورية الصين الشعبية بعد أن خرج الحزب الشيوعي الصيني منتصراً من الحرب الأهلية الصينية سنة 1949، وكذلك في الحرب الكورية التي أدت إلى تقسيم شبه الجزيرة الكورية بين الشمال الشيوعي والجنوب المنحاز إلى الغرب.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←