تحليل الإجهادات (أو تحليل الإجهاد والانفعال) هو تخصص هندسي يستخدم طرقًا عديدة لتحديد الإجهادات والانفعالات في المواد والهياكل المُعرّضَة للقوى. في الميكانيكا الاستمرارية، يُعرف الإجهاد بأنه كمية مادية تعبر عن القوى الداخلية التي تؤثر بها جسيمات المواد المستمرة المجاورة على بعضها البعض، ويُعرف الانفعال بأنه قياس تشوه المادة.
بمعنى بسيط، يمكننا تعريف الإجهاد بأنه قوة المقاومة لكل وحدة لكل وحدة مساحة، والتي يوفرها الجسم ضد التشوه. الإجهاد هو نسبة مقدار القوة المطبقة على مساحة المقطع العرضي (الإجهاد= القوة ÷ مساحة المقطع العرضي). الانفعال هو نسبة التغير في الطول إلى الطول الأصلي، عند تطبيق قوة خارجية على جسم ما (الانفعال= تغير في الطول ÷ الطول الأصلي).
يُعد تحليل الإجهادات مهمة أساسية يقوم بها المهندسون المدنيون والميكانيكيون ومهندسو الطيران المعنيون بتصميم هياكل انشائية مختلفة الأحجام، كالأنفاق والجسور والسدود والطائرات وأجسام الصواريخ والأجزاء الميكانيكية، وحتى أدوات المائدة والمشابك. يُستخدم تحليل الإجهادات أيضًا في صيانة مثل هذه الهياكل، وفي دراسة أسباب الفشل الإنشائي.
عادة ما يُستهّل تحليل الاجهادات بوصف هندسي للهيكل وخصائص المواد المستخدمة في أجزائه وكيفية وصل الأجزاء والقوى القصوى والاعتيادية المتوقع تطبيقها على الهيكل. عادة ما تكون بيانات الناتج وصفًا كميًا لكيفية انتشار القوى المُطبقَة في مختلف أنحاء الهيكل، ما يؤدي إلى حدوث إجهادات وانفعالات وانحرافات في الهيكل بأكمله وجميع أجزائه. يبحث التحليل في القوى التي تختلف مع الوقت، كاهتزازات المحرك أو حمل السيارات المتحركة. في هذه الحالة، تكون الإجهادات والتشوهات عبارة عن اقترانات زمان ومكان.
في الهندسة، غالبًا ما يكون تحليل الإجهاد أداة وليس غاية بحد ذاتها؛ إذ يتمثل الهدف الأساسي بتصميم الهياكل والمصنوعات التي يمكنها تحمل حمل محدد، باستخدام الحد الأدنى من المواد أو التي تفي بمعيار آخر من معايير المثالية.
يمكن إجراء تحليل الإجهادات بالتقنيات الرياضية التقليدية أو النمذجة الرياضية التحليلية أو المحاكاة الحاسوبية أو الاختبار التجريبي أو مجموعة من الطرق.
يُستخدم مصطلح تحليل الإجهادات في هذا المقال لغرض الإيجاز، مع التركيز على أن الانفعالات والتشوهات تحظى بنفس الأهمية، إذ يبدأ تحليل الإنشاءات الهيكلية بحساب الانحرافات أو الانفعالات، وينتهي بحساب الإجهادات.