التجسس (ويُعرف أيضًا باسم التجسس الاستخباراتي أو جمع المعلومات السرية)، هي عملية الحصول على معلومات سرية أو حساسة أو ذات قيمة عالية، سواء كانت تتعلق بالأمن القومي، أو بالمصالح الاقتصادية، أو بالقدرات العسكرية. وتُعرف هذه المعلومات عادة باسم المعلومات الاستخباراتية.
يُسمى الشخص الذي يقوم بعملية التجسس جاسوسًا أو عميلًا استخباراتيًا، أما إذا كان موظفًا رسميًا تابعًا لحكومة معينة، فيُطلق عليه اسم ضابط استخبارات. ويمكن أن يُمارس التجسس في دولة أجنبية، أو داخل الدولة نفسها، أو عن بُعد باستخدام الوسائل التقنية الحديثة.
يُمارس التجسس من قبل أفراد أو شبكات تجسس تعمل لصالح حكومات أو شركات أو منظمات إجرامية أو حتى لأغراض شخصية مستقلة. وتُعد ممارسة التجسس عملًا سريًا بطبيعته، لأنه غير مرغوب فيه من الطرف المستهدف. وفي بعض الحالات، قد يُعتبر التجسس أداة قانونية تُستخدم في إنفاذ القانون أو مكافحة الجريمة المنظمة، بينما يُعد في حالات أخرى جريمة يعاقب عليها القانون.
عادةً ما يكون التجسس جزءًا من جهد مؤسسي منظم تقوده حكومة أو جهة تجارية، وغالبًا ما يرتبط التجسس بـ الأغراض العسكرية أو الأمنية، إذ تسعى الدول من خلاله إلى مراقبة الخصوم أو جمع معلومات عن قدراتهم. ومع ذلك، هناك أنواع أخرى من التجسس، مثل التجسس الصناعي الذي يستهدف الشركات والمصالح الاقتصادية المدنية بهدف الحصول على تقنيات أو أسرار تجارية.
من الوسائل التقليدية للتجسس اختراق صفوف الجيوش أو المؤسسات العسكرية، حيث يقوم الجواسيس بجمع معلومات عن حجم القوات وتسليحها وتحركاتها، أو تجنيد عناصر داخل المؤسسة المستهدفة للحصول على مزيد من المعلومات أو تشجيعهم على الانشقاق. كما قد يقوم الجواسيس بسرقة التكنولوجيا أو تنفيذ عمليات تخريبية لإضعاف العدو.
أما مكافحة التجسس وتُعرف أيضًا بـ مكافحة الاستخبارات، فهي الجهود الموجهة لاكتشاف وإحباط عمليات التجسس المعادية. وتمتلك جميع الدول ذات السيادة تقريبًا قوانين صارمة تُنظم النشاطات الاستخباراتية، وغالبًا ما تكون عقوبات التجسس شديدة للغاية، وقد تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام في بعض الدول.