عُرفت عطية بيبان أو تبرع بيبان بأنها إحالة الأراضي الفرانكية في إيطاليا الوسطى إلى البابا أسطفان الثاني، وقد جرت هذه الإحالة على يد بيبان القصير، ملك الفرنجة، سنة 756 للميلاد. جاءت العطية في ظل انحسار النفوذ البيزنطي في إيطاليا، وشكلت لحظة حاسمة في مسار التحالف بين الكرسي الرسولي والسلالة الكارولنجية، كما مهدت الطريق أمام نشوء الدولة البابوية. مع سقوط رافينا، العاصمة الإمبراطورية في إيطاليا، في قبضة أيستولف، ملك اللومبارديين، انمحت آخر معالم الحماية الإمبراطورية عن روما. في غياب سند بيزنطي فعلي، وجد البابا، الذي ظلّ من الناحية الشكلية خاضعًا للسلطة البيزنطية، نفسه مضطرًا إلى التوجّه نحو ملك الفرنجة طلبًا للعون. غزا بيبان إيطاليا، وفي سنة 756 ألحق الهزيمة بأيستولف وفرض عليه السلام.
وُضِع ما يُعرف «بإقرار القديس بطرس» -وهو وثيقة تُحصي أسماء المدن المشمولة في عطية بيبان- على مذبح كنيسة القديس بطرس القديمة في روما سنة 756، إلى جانب مفاتيح المدن والأقاليم الواقعة في وسط إيطاليا. أُعِدَّ هذا الإقرار في أعقاب الغزو الثاني الذي شنّه بيبان لإيطاليا دعمًا للبابا. قبل صدور هذا الإقرار، كان بيبان قد قطع وعدًا للبابا أسطفان الثاني في كيرزي قرب سواسون، شماليّ فرنسا، في نيسان من عام 754. غالبًا ما يُشار إلى هذا الوعد السابق بوصفه «عطية بيبان»، غير أنه لم يُدون، ويُحتمل أن يكون شفويًا فقط، إذ لا أثر له في أي نصّ مكتوب. تفيد الروايات البابوية بشأن هذا اللقاء أن بيبان منح البابا ولاية الإكسرخسية، بما فيها مدينة رافينا، إلى جانب دوقية روما.
أرست عطية بيبان ما يُعرف «بالبابوية الفرنجية»، وأسست لمرجعية قانونية أتاحت نشوء الدولة البابوية، بما وسّع السلطة الزمنية للحبر الأعظم إلى ما يتجاوز حدود دوقية روما. جرى تثبيت هذه العطية لاحقًا على يد خلفاء بيبان، شارلمان عام 778، ولويس الورع عام 817، في سياق سعي كل منهما إلى توثيق صلته بالكرسي الرسولي. على الرغم من أنّ الأراضي المشمولة بالعطية لم تكن من الوجهة القانونية ضمن ممتلكات بيبان، فإنّ عجز الإمبراطورية البيزنطية عن بسط سيادتها عليها كان بمثابة إعلان عن انتهاء الوجود الإمبراطوري في إيطاليا الوسطى. جاءت هذه العطية في لحظة مفصلية من تاريخ العصور الوسطى المبكرة، وخلّفت أثرًا عميقًا في مسار تطور الدولة البابوية.