يتميز تاريخ نابولي بعراقته وتنوعه. أُنشئت المستوطنات اليونانية الأولى في منطقة نابولي خلال الألفية الثانية قبل الميلاد. تطورت إحدى المستعمرات الكبيرة في البر الرئيسي -والتي عُرفت في البداية باسم بارثينوب- مع نهاية العصور المظلمة اليونانية، نحو القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد، وأعيد بناؤها باسم نيابوليس في القرن السادس قبل الميلاد، ولعبت دورًا مهمًا حينها في ماجنا غراسيا. كانت الثقافة اليونانية في نابولي مهمةً للمجتمع الروماني في وقت لاحق. كانت المدينة مركزًا ثقافيًا رئيسيًا بعد أن أصبحت جزءًا من الجمهورية الرومانية في المقاطعة المركزية للإمبراطورية الرومانية. يُعد الشاعر الروماني فيرجيل مثالًا على الحرية السياسية والثقافية في نابولي آنذاك.
عُدت نابولي -التي كانت عاصمة مملكة نابولي لعدة قرون- صورةً مصغرة للتاريخ الأوروبي، وذلك لأنها شهدت بروز واندثار العديد من الحضارات والثقافات التي تركت كل منها آثارًا في الفن والعمارة. كانت مركزًا ثقافيًا أساسيًا (خاصةً في القرنين الرابع عشر والخامس عشر خلال عصر النهضة الإنسانية، وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر خلال عصر التنوير، وفي القرن التاسع عشر)، دافعت نابولي أيضًا عن توحيد إيطاليا خلال حرب نابولي. تعد نابولي اليوم جزءًا من الجمهورية الإيطالية، وهي ثالث أكبر بلدية (منطقة مركزية) من حيث عدد السكان بعد روما وميلانو، كما تُعد ثاني أو ثالث أكبر منطقة حضرية في إيطاليا.