تقع منطقة منشوريا في شرق آسيا، وكان اسم منشوريا يُستخدم للتعبير عن منطقة تقع بالكامل داخل الصين، أما اليوم فيشير لمنطقة أكبر مُقسمة بين شمال شرق الصين وأقصى شرق روسيا، وللتمييز بين الجزأين يُسمى الجزء الروسي منشوريا الخارجية، والجزء الصيني منشوريا الداخلية. منشوريا هي وطن شعب المانشو الذي كان يُعرف بشعب أرض التنين من قبل ملوك آيشن جيورو الذين كانوا آخر عائلة تحكم مملكة جن الصينية. عُرف سكان منشوريا باسم شعب الجورشن ابتداءً من عام 1636 والذين كانوا جزءًا من شعوب التونغوسيك التي استولت على السلطة في الصين في القرن السابع عشر مؤسسةً سلالة تشينغ التي استمرت في الحكم حتى عام 1912. ازداد عدد سكان منشوريا من نحو مليون نسمة في عام 1750 إلى 5 ملايين نسمة في عام 1850 و14 مليون في عام 1900، وربما يعود ذلك بشكل أساسي إلى هجرة المزارعين الصينيين إلى منشوريا.
تقع منشوريا في منطقة تقاطع النفوذ الصيني والياباني والروسي، ولذلك كانت مسرحًا للصراع منذ أواخر القرن التاسع عشر. فرضت الإمبراطورية الروسية سيطرتها على الجزء الشمالي من منشوريا في عام 1860 وفقًا لمعاهدة بكين، وبنت سكة حديدية لتعزيز سيطرتها هناك. أدت الخلافات حول منشوريا وكوريا إلى الحرب الروسية اليابانية (1904-1905). غزا اليابانيون منشوريا في عام 1931، وأقاموا دولة مانشوكو التابعة لهم، والتي أصبحت قاعدةً لإمبراطورية اليابان الناشئة. أدى الغزو السوفيتي لمنشوريا في عام 1945 إلى انهيار الحكم الياباني بشكلٍ سريع. أصبحت منشوريا قاعدة لعمليات جيش التحرير الشعبي بقيادة ماو تسي تونغ في الحرب الأهلية الصينية، ما أدى في النهاية لإنشاء جمهورية الصين الشعبية. أما في الحرب الكورية، استخدمت القوات الصينية منشوريا كقاعدة لمساعدة كوريا الشمالية ضد قوات الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة. أصبحت منشوريا موضع خلاف وتنافس خلال الحرب الباردة، خصوصًا خلال النزاع الحدودي الصيني السوفياتي في عام 1969، ولم ينتهِ هذا النزاع إلا في عام 2004.