يعود التاريخ المسجل لمدينة نيويورك إلى المستكشف الإيطالي جيوفاني دي فيرازانو في العام 1524. بدأ الهولنديون الاستيطان الأوروبي للمدينة في العام 1608.
قوّض «أبناء الحرية» السلطة البريطانية في مدينة نيو يورك، واجتمع نواب الكونغرس القاري من جميع المستعمرات الثلاثة عشر في المدينة في العام 1765 لتنظيم المقاومة ضد البريطانيين. أسهم موقع المدينة الاستراتيجي ومكانتها كميناء رئيسي في جعلها هدفًا أساسيًا لاستيلاء البريطانيين عليها في العام 1776. هُزم الجنرال جورج واشنطن في سلسلة معارك بالكاد نجا فيها بنفسه (باستثناء معركة مرتفعات هارلم، التي مثلت أول انتصار له في الحرب)، وسيطر الجيش البريطاني على مدينة نيويورك ووظفها قاعدة رئيسية في القارة الأمريكية حتى أواخر العام 1783، وإليها فر اللاجئون الموالون للتاج البريطاني. اتُخذت المدينة عاصمة وطنية للأمة الوليدة من 1788-1790 بموجب دستور الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ظل الحكومة الجديدة شهدت المدينة مراسم تنصيب جورج واشنطن بصفته أول رئيس للولايات المتحدة، وصياغة وثيقة حقوق الولايات المتحدة، وانعقاد أول محكمة عليا للولايات المتحدة. أدى افتتاح قناة إيري إلى إكساب المدينة صلات ممتازة لحركة القوارب البخارية التي ربطت بين شمال ولاية نيويورك ومنطقة البحيرات العظمى، إضافة إلى حركة على طول ساحل نيو إنجلاند، ما جعل المدينة أبرز المنافذ البحرية على المحيط الأطلسي. وكان مما ساعد في تعزيز دور المدينة المحوري هو خطوط السكك الحديدية التي ربطتها بالشمال والغرب في الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر.
ابتداءً من منتصف القرن الثامن عشر، وصلت موجات هجرة إلى المدينة من أوروبا، وغيرت بشكل جذري تركيبة المدينة، وانخرط المهاجرون بالعمل في الصناعات المتزايدة. يعود تاريخ تطور مدينة نيويورك المعاصرة إلى اندماج المناطق الإدارية الخمس في العام 1898 والطفرة التي شهدتها المدينة في الاقتصاد والعمران بعد الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية. طوال تاريخها، أدت نيويورك دور ميناء الدخول الأول للعديد من المهاجرين، وارتقى بها تأثيرها الثقافي والاقتصادي إلى أهم المناطق الحضرية في الولايات المتحدة والعالم.