ثَبُتت صعوبة عملية تحديد عدد الشعوب الأصلية في الأمريكيتين قبل رحلة كريستوفر كولومبوس الإسبانية عام 1492. يعتمد الباحثون على البيانات الأثرية والسجلات المكتوبة من قِبل المستوطنين الأوروبيين. قدَّر معظم الباحثين في كتاباتهم في نهاية القرن التاسع عشر عدد سكان العصر ما قبل الكولومبي بنحو 10 ملايين فقط. بحلول نهاية القرن العشرين، انتقل معظم الباحثين إلى تقدير متوسط بلغ حوالي 50 مليون نسمة، مع وجود بعض المؤرخين الذين جادلوا بعدد تقديري بلغ 100 مليون أو أكثر. قاد الاتصال مع الأوروبيين إلى الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين، إذ استقر ملايين المهاجرين من أوروبا في الأمريكيتين في نهاية المطاف.
نما عدد سكان الشعوب الأفريقية والأوراسية في الأمريكيتين بشكل مطّرد، في الوقت الذي كان فيه عدد السكان الأصليين في تراجع. اجتاحت الأمراض الأوراسية، مثل الأنفلونزا والطاعون الرئوي والجدري، الأمريكيين الأصليين الذين لم تكن لديهم مناعة ضدها. أدى الصراع والحرب الصريحة مع الوافدين الجدد من أوروبا الغربية والقبائل الأمريكية الأخرى إلى انخفاض عدد السكان وتمزيق المجتمعات التقليدية. لطالما شكّلت أسباب وحجم التراجع موضوع نقاش أكاديمي، إلى جانب وصفه بأنه إبادة جماعية.