نشأ حزب العمال البريطاني من حركة اتحاد نقابة العمال في المملكة المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر وتجاوزت مكانته الحزب الليبرالي ليصبح حزب المعارضة الرئيسي للمحافظين في أوائل عشرينيات القرن الماضي. شدد حزب العمال على التخطيط الوطني، بالاعتماد على تأميم الصناعات بما يتماشى مع البند الرابع من الدستور الأصلي لحزب العمال الذي دعا إلى «الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج والتوزيع والتبادل، باعتباره أفضل نظام يمكن الحصول عليه للإدارة والرقابة الشعبية لجميع الصناعات والخدمات»، ولكن تمت مراجعة هذا البند في نهاية المطاف في عام 1994.
وصل حزب العمال إلى الحكم عدة مرات عبر تاريخه، أولاً كحكومات أقلية في عهد رامزي ماكدونالد في عام 1924 وبين عامي 1929 و1931، حين انقسم ماكدونالد ونصف وزرائه عن التيار الرئيسي للحزب الذي اعتبرهم خونة. كان حزب العمال شريكًا صغيرًا في التحالف خلال الحرب العالمية الثانية بين عامي 1940 و1945. عمل حزب العمال على إنشاء دولة رفاهية مع هيئة للخدمات الصحية الوطنية وأمم خمس الاقتصاد آنذاك وساعد في انضمام المملكة المتحدة إلى الناتو، وذلك بعد الفوز بالأغلبية الساحقة خلال الانتخابات العامة الشهيرة لعام 1945 بقيادة كليمنت أتلي (1945-1951). عارض الحزب الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وعزز التحديث الاقتصادي تحت حكم هارولد ويلسون بين عامي 1964 و1970. تولى حزب العمال زمام الحكومة مرةً أخرى بين عامي 1974 و1979 تحت قيادة ويلسون ثم جيمس كالاهان، ولكن أدت الأزمات الاقتصادية المتصاعدة، أو ما يُعرف بـ«شتاء السخط»، والانشقاق عن ديفيد أوين وغيرهم ممن أسسوا الحزب الديمقراطي الاجتماعي، إلى نشوء جهات معارضة للحزب وخاصةً خلال سنوات حكم تاتشر بين عامي 1979 و1990.
فاز حزب العمال بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة لعام 1997 برئاسة توني بلير وحصل على 179 مقعداً في مجلس العموم، ولكن خُفض العدد الكبير لمقاعد الحزب في مجلس العموم بشكل طفيف ليصل إلى 167 بعد الانتخابات العامة لعام 2001. أما في الانتخابات العامة لعام 2005 فقد خُفض عدد مقاعد الحزب بصورة ضخمة ليصل إلى 66 مقعد فقط. خسر حزب العمال في الانتخابات العامة لعام 2010 برئاسة جوردون براون، وأصبح معارضًا لتحالف المحافظين/ الليبراليين الديمقراطيين. أعلن إد ميلباند، رئيس الحزب المعارض لحكومة الأغلبية المحافظة بقيادة ديفيد كاميرون، عن استقالته، بعد تكبد الحزب المزيد من الخسارات في الانتخابات العامة لعام 2015. وعلى الرغم من خسارة المحافظين لأغلبيتهم في عام 2017، عبر حزب العمال عن معارضته لترأس تيريزا ماي للحكومة لفترة حكومية ثانية من خلال اتفاقية ثقة وإمداد مع الحزب الديمقراطي الوحدوي. كانت الانتخابات العامة في المملكة المتحدة لعام 2019 الهزيمة الخامسة لحزب العمال، الأمر الذي أدى لحصول بوريس جونسون على الأغلبية الساحقة مترأساً الحكومة، وتخلي جيريمي كوربين عن رئاسة الحزب.