نبذة سريعة عن تاريخ تكساس

استوطن السكان الأصليون في ما يعرف اليوم بولاية تكساس قبل أكثر من 10,000 عامًا، حسبما يتضح من اكتشاف بقايا سيدة لياندرثال في عصور ما قبل التاريخ. وفي 1519، وصل أول الغازين الإسبان إلى منطقة أمريكا الشمالية المعروفة اليوم باسم تكساس ووجدوا العديد من قبائل الأمريكيين الأصليين في المنطقة. اشتق اسم تكساس من كلمة تايشا، كلمة باللغة الكادوية التي يتحدث بها شعب هاسيناي والتي تعني «الأصدقاء» أو «الحلفاء». وفي التاريخ المسجل لما يعرف اليوم بولاية تكساس الأمريكية، فقد طالبت ست دول بكل الولاية أو أجزاء منها، وهي: فرنسا، وإسبانيا، والمكسيك، وجمهورية تكساس، والكونفدرالية خلال الحرب الأهلية، والولايات المتحدة الأمريكية.

تأسست أول مستوطنة أوروبية عام 1681 على طول نهر ريو غراندي العلوي بالقرب من مدينة إل باسو حاليًا. وضمت المستوطنة المنفيين من الإسبان، وأمريكيين أصليين من قبيلة بويبلو في جزيرة إيسليتا بعد ثورة بويبلو في سانتا في دي نويفو مكسيكو (الجزء الشمالي من مدينة نيو مكسيكو الحالية). وفي 1685، أنشأ روبير دو لا سال (1643 - 1687) مستعمرة فرنسية في حصن سانت لويس بعد الإبحار من فرنسا الجديدة (كندا حاليًا) والبحيرات العظمى إلى أسفل نهر الميسيسيبي. وقد زرع روبيرت دو لا سال الوجود الفرنسي المبكر في حصن سانت لويس قرب خليج ماتاغوردا على امتداد ساحل خليج المكسيك (قرب مدينة إنيز حاليًا في تكساس)، حتى قبل تأسيس نيو أورليانز. انتهت هذه المستعمرة على يد الأمريكيين الأصليين بعد ثلاث سنوات. شعرت السلطات الإسبانية بالضغط لإنشاء مستوطنات وذلك من أجل الحفاظ على حقها في المطالبة بالأراضي. تأسست العديد من البعثات الكاثوليكية الرومانية في شرق تكساس ولكنها هُجرت عام 1691. بعد عشرين عامًا، حاولت السلطات الإسبانية استعمار تكساس مرة أخرى بسبب قلقها من الوجود الفرنسي المستمر في ولاية لويزيانا المجاورة. وعلى مدى المئة والعشر سنوات التالية، أسست إسبانيا العديد من القرى والتحصينات والبعثات في الولاية. وصل عدد قليل من المستوطنين الإسبان بالإضافة إلى المبشرين والجنود. وقعت إسبانيا اتفاقيات مع المستعمرين من الولايات المتحدة لتحديد الولاية باتجاه الشمال الشرقي وذلك تبعًا لما نصت عليه صفقة شراء لويزيانا من الإمبراطور نابليون الأول وإمبراطوريته الفرنسية (فرنسا) عام 1803. وعندما حصلت المكسيك على استقلالها من إسبانيا عام 1821، أصبحت تكساس المكسيكية جزءًا من الدولة الجديدة. ولتشجيع الاستيطان، سمحت السلطات المكسيكية بالهجرة المنظمة من الولايات المتحدة، وبحلول عام 1834، استقر أكثر من 30,000 إنكليزي في تكساس مقابل 7,800 مكسيكي.

بعد حل الرئيس المكسيكي سانتا آنا لدستور 1824، وتحوله سياسيًا نحو الحزب اليميني، بدأت بعض المشاكل بالظهور، مثل صعوبة الوصول إلى المحاكم، وعسكرة حكومة المنطقة (كالاستجابة على مشكلة سالتيو- مونكلوفا مثلًا)، وقضايا الدفاع عن النفس التي أدت إلى معركة غونزاليس، فاتجهت المشاعر العامة عند المكسيكيين والإنجليز التكساس إلى الثورة. وأدى غزو سانتا آنا للأراضي بعد إخماد تمرد زاكاتيكاس إلى إشعال فتيل الصراع عام 1836. وبين عامي 1835 و1836 حاربت قوات التكساس وانتصرت في ثورة تكساس.

أعلنت ولاية تكساس نفسها دولة مستقلة اسمها جمهورية تكساس، على الرغم من عدم اعتراف المكسيك بها. وقد جذبت أراضيها الخصبة المناسبة لزراعة القطن وتربية المواشي عشرات الآلاف من المهاجرين من الولايات المتحدة ومن ألمانيا أيضًا. وفي 1845، انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة، لتصبح بذلك الولاية الثامنة والعشرين. لم تعترف المكسيك باستقلال تكساس إلا بعد انتهاء الحرب المكسيكية الأمريكية وتوقيع معاهدة غوادالوبي هيدالغو عام 1848. وفي 1861، أعلنت تكساس انفصالها عن الولايات المتحدة الأمريكية لكي تنضم إلى الولايات الكونفيدرالية الأمريكية. وخلال الحرب الأهلية الأمريكية لم تشهد أرض تكساس الكثير من المعارك؛ خدمت معظم أفواج تكساس في الشرق. وعندما انتهت الحرب، حُرر الأفارقة الأمريكيون المستعبدون بعد إقرار بيان تحرير العبيد. وخضعت تكساس لإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب الأهلية. وفي وقت لاحق، هيمن الديمقراطيون البيض على السياسة، وفي أواخر القرن التاسع عشر أقروا بعض القوانين التي جعلت من السود مواطنين من الدرجة الثانية في ما سُمي بنظام جيم كرو للفصل العنصري الذي تضمن حرمان السود من التصويت عام 1901 من خلال تمرير ضريبة الاقتراع. واستُبعد السكان السود من النظام السياسي الرسمي حتى بعد إقرار تشريع الحقوق المدنية الفيدرالية في منتصف ستينيات القرن العشرين.

في بدايات ولاية تكساس، سيطرت أمور مثل القطن وتربية الماشية والزراعة على الاقتصاد بالإضافة إلى بناء السكك الحديدية. وبعد عام 1870، كانت السكك الحديدية عاملًا رئيسيًا في تطور المدن الجديدة البعيدة عن الأنهار والمجاري المائية. وفي نهاية القرن التاسع عشر، أصبح تصنيع الخشب من الصناعات المهمة في تكساس أيضًا. وفي 1901، اكتُشف النفط في تل سبيندلتوب بالقرب من بومونت، وغدا البئر الأكثر إنتاجًا للنفط في العالم. عرفت الفترة التي تلت هذا الاكتشاف باسم «طفرة النفط في تكساس»، إذ شهدت تكساس موجة من المضاربات والاكتشافات النفطية أدت إلى تحول وثراء دائمين في اقتصاد تكساس. أفسحت الزراعة وتربية الماشية المجال أمام مجتمع خدمي بعد سنوات الطفرة الاقتصادية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد انتهى الفصل العنصري في ستينيات القرن العشرين بسبب التشريعات الفيدرالية. أما سياسيًا، فقد تحولت تكساس من ولاية ديمقراطية يحكمها فعليًّا حزب واحد يمارس سياسات الحرمان من الحقوق، إلى مشهد سياسي يسوده النزاع، حتى مطلع سبعينيات القرن العشرين، حين تحولت إلى ولاية جمهورية بالإجماع. استمر عدد سكان تكساس بالنمو المتسارع خلال القرن العشرين لتصبح بحلول 1994 ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية. تمتعت تكساس بتنوع اقتصادي كبير في القرن العشرين بالإضافة إلى قاعدة اقتصادية نامية في مجال التكنولوجيات الناشئة في القرن الحادي والعشرين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←