بدأ تاريخ المصارعة المحترفة بوصفها أداءً فنياً في أوائل القرن العشرين في دور العرض الترفيهية المتنوعة للرجل الأقوى والمصارعة (رغم أنها عادةً ما كانت تتضمن تلاعبًا في نتائجها) في فترة القرن التاسع عشر.
تُعد المصارعة المحترفة نوعًا من العروض الترفيهية التي اشتهرت في أستراليا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا وفي اليابان.
تطورت المصارعة كرياضة حديثة في القرن التاسع عشر منبثقة من المصارعة الشعبية، والتي نشأ منها نمط منظم جعلها رياضة تنافسية بالاعتماد على نوعي المصارعة البريطانية «الحرة» و«الرومانية القارية التقليدية».
في بداية الأولمبياد الحديث سنة 1896 أُطلق مصطلح «المصارعة المبتدئة»، وفُصل هذا النوع من المصارعة عن الرياضة التنافسية في أوائل القرن العشرين.
قلّت شعبية المصارعة إبان الحرب العالمية الثانية، ثم بدأت بالانتعاش مجدداً في نهاية أربعينيات وخمسينيات أوائل القرن الماضي، وكانت تعد هذه الحقبة العصر الذهبي للمصارعة المحترفة، والتي اشتهر خلالها المصارع «غورجس جورج».
كانت فترة نهاية الأربعينيات وبدايات الخمسينيات تمثل العصر الذهبي في اليابان والمكسيك، وخاصةً بظهور المصارع المكسيكي «سانتو» الذي أضحى بطلاً شعبياً، وكذلك المصارع الياباني «ريكي دوزن» الذي حاز على نفس القدر من الشهرة.
واجهت المصارعة المحترفة تراجعًا في شعبيتها في وقت ما من سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولكن بسبب ظهور قنوات التلفزيون مدفوعة الثمن في منتصف الثمانينيات نشأ عصر ذهبي جديد حيث شهدت الولايات المتحدة عرض المصارعة المحترفة عبر قنوات التلفزيون مدفوعة الثمن، مع ظهور أبطال هذه الحقبة أمثال: هولك هوغان، آندري ذا جاينت، راندي سافچ (ماچو مان)، ريك فلير ورودي بايبر (رودي).
تغيرت طبيعة عرض المصارعة المحترفة لتناسب محتوى التلفاز، وعززت من سمات الشخصيات وطريقة سردها القصصي.
ساهم التلفاز بمساعدة العديد من المصارعين في الدخول بقوة نحو البث الإعلامي التقليدي، وأصبحوا مشاهير مؤثرين في المجتمع ورموزًا للثقافة العامة.
ازدادت شعبية المصارعة بشكل لافت عندما توحد المتابعون المتحمسون لها ونمت عدة وسائل إعلامية خاصة بهم، وأصبحت ظاهرة عالمية في الثمانينيات وتوسعت وأطلق عليها المختصر WWE وهو مختصر من الكلمات التي تعني المصارعة العالمية الترفيهية.
في فترة التسعينيات حققت المصارعة المحترفة إنجازات عالية بمستويات قياسية في عدد المشاهدات والنجاحات المالية، في وقتٍ شهد منافسة حادة مع أنواع أخرى من المصارعة مثل المصارعة العالمية الفيدرالية وبطولة المصارعة العالمية.
منذ منتصف الألفية الثانية، انخفضت شعبية المصارعة المحترفة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى مصارعة «نوا المحترفة» و«مصارعة اليابان الحديثة المحترفة». وشهدت برامج الـ WWE تقييمات عُدّت الأقل نسبياً مع تأخر عرض برامجها التلفزيونية حتى ساعات منتصف الليل المتأخرة، وعلى الرغم من تسجيل أرباح سنوية سنة 2018، لكن نسب المشاهدة كانت متواضعة في العامين 2019 و 2020. وبالتزامن مع هذا الانخفاض في شعبية المصارعة، ظهرت الفنون القتالية المختلطة والتي ظهر إقبال جماهيري عليها، إلا أن هذا الشيء لم يمنع الـWWE من ترسيخ مكانتها كقائد للمحتوى الرياضي عبر منصات البث الإلكترونية وخاصةً «اليوتيوب» التي تملك أكثر عدد اشتراكات وأكثر نسب مشاهدة.