تاريخ القرآن هو التسلسل الزمني للمؤلفات والمخطوطات المكتوبة لكتاب الإسلام المقدس وأصلها، بناء على المكتشفات التاريخية. يمتد على مدى عدة قرون، ويشكل جزءًا أساسيًا مهمًا من تاريخ الإسلام المبكر.
وفقًا للاعتقاد الإسلامي وعلم التاريخ عند المسلمين، فقد بدأ نزول القرآن في عام 610م، عندما ظهر الملاك جبريل (وقد أرسله الله تعالى) لمحمد صلى الله عليه وسلم في كهف حراء قرب مكة، وتلا عليه الآيات الأولى من سورة العلق. يؤمن المسلمون بأن الوحي استمر بالنزول على محمد حتى وفاته في 632م. بحسب العرف الإسلامي، فقد جُمع القرآن للمرة الأولى في هيئة كتاب على يد أبي بكر. مع بدء الإمبراطورية الإسلامية بالنمو، وسماع تلاوات مختلفة في المناطق البعيدة، أُعيد جمع الرسم، وهو الهيكل الصحيح للقرآن، من أجل توحيد التلاوة تحت حكم الخليفة الثالث عثمان بن عفان (حكم 644- 656). لهذا السبب، فإن القرآن الموجود الآن يُعرف باسم الرسم العثماني. وفقًا للبروفيسور فرانسيس إدوارد بيترز (1991)، يبدو أن ما جرى للقرآن في أثناء العملية كان محافظًا أشد ما يكون وأن المحتوى قد صيغ بطريقة ميكانيكية لتفادي التحيز التنقيحي. استمر الإملاء العربي بالتطور في القرن الثاني، ما سمح للقراءة، أو لمختلف القراءات الشفوية للرسم، بأن توثق في المخطوطات القرآنية.
وفقًا للمعتقدات الإسلامية التقليدية، فقد أوحي بالقرآن إلى محمد، وهو تاجر من مدينة مكة في الحجاز التي أسسها النبي أبراهام (إبراهيم)، والتي صارت بعده معقلًا للآلهة الوثنية ومركز تجارة مهم. بدأ الوحي في إحدى ليالي شهر رمضان في 610م، عندما تلقى محمد، في عمر الأربعين، أول زيارة من الملاك جبريل.
شكك غير المسلمين بطبيعة وحي محمد وأنماطه. فسر المكيون الوحي القرآني بناء على فهمهم «للإلهام». في نظرهم، كان الشعر مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بإلهام من مصدر روحي أعلى. ولهذا السبب، عندما بدأ محمد بالتبشير وتلاوة القرآن، اتهمه المكيون بأنه شاعر أو «شاعر ممسوس».
بسبب حقيقة أن القرآن قد نزل في آيات وسور منفصلة، جاء زمن صار من الضروري فيه أن يُجمع في نص كامل متناسق. ثمة اختلاف بين الباحثين المسلمين وغير المسلمين فيما يتعلق بتاريخ أول مرة جُمع فيها القرآن. ينص حديث في صحيح البخاري على أن الخليفة أبا بكر أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن المكتوب، معتمدًا على كل من القصاصات النصية وذكريات الحفظة. يعتقد بعض المسلمين الشيعة بأن علي بن أبي طالب كان أول من جمع القرآن في نص مكتوب واحد، وهي مهمة تمت بُعيد وفاة محمد.