اكتشاف قوة تاريخ القباب الرومانية والبيزنطية

كانت القباب عنصرًا مميزًا في العمارة الرومانية القديمة منذ العصور الوسطى وخلال فترة الإمبراطورية البيزنطية. كان للعمارة تأثير واسع على أساليب تلك الفترة وما جاء من بعدها، من العمارة الروسية والعثمانية وحتى عمارة عصر النهضة الايطالية وحركات الإحياء المعمارية الحديثة. عادة ما يكون شكل القباب نصف كروي، ولكن عُرفت أشكال أخرى كالقباب المثمنة أو المقطعة، وقد تطور شكل القباب ووظيفتها وهيكلها على مر العصور. من أمثلة القباب الرائدة القباب فوق جدران الروطن وهي حجرة دائرية يتوسط سقفها فتحة الأوكولوس الدائرية التي تؤمن التهوية وتسمح بمرور الضوء (تُسمى باللاتينية أوكولوس، أي عين). انتشرت الحنية الكروية في الفترة البيزنطية، لتساعد بتثبيت القباب المراد إنشاؤها فوق الحجرات المربعة.

عرفت القباب الخشبية من مصادر الكتابات الأدبية فقط، إلا أن استخدام القوالب الخشبية، والخرسانة، والعمالة غير الماهرة جعل بناء القباب هائلة الحجم ممكنًا في الفترة المتأخرة من العصر الجمهوري وحتى مطلع الفترة الإمبراطورية، كما في قاعة الاستحمام التابعة للمعبد المسمى «معبد ميركوري» في بايه الرومانية. جلب الإمبراطور نيرون القباب إلى العمارة الرومانية في القرن الأول، وكان هذا النوع من الغرف قاعات للمناسبات، أو غرفًا للجماهير، أو غرفًا للعرش. تُعتبر قبة البانثيون أكبر الأمثلة على ذلك وأشهرها، إذ بنيت من الخرسانة في القرن الثاني وكانت قاعة لجماهير الإمبراطور هادريان. بدأ بناء الأضرحة الإمبراطورية المقببة كضريح دقلديانوس في القرن الثالث. بنيت القباب الصغيرة باستخدام الأنابيب الخزفية بدلًا من التوسيط الخشبي للخرسانة، أو بشكل هيكل دائم مغروس في الخرسانة، ولكن أصبح الطوب الخفيف مادة البناء المفضلة على مدار القرنين الرابع والخامس. ساعدت أضلاع الطوب الصغيرة في تقليل سمك هيكل البناء وتسهيل عملية شق النوافذ في الجدران الداعمة، فلم تعد هناك حاجة إلى فتحة الأوكولوس لإدخال الضوء.

بدأ بناء القبب على المعموديات والأضرحة المسيحية في القرن الرابع، كمعمودية لاتران والقبة الخشبية المشهورة أعلى كنيسة القيامة. قد تكون القبة القسطنطينية الثمانية في كنيسة القبر المقدس سابقةً للأبنية المشابهة لها في القرون التي تلتها. ربما بُنيت أول قبة على كاتدرائيات البازيليكا في القرن الخامس، وأول الأمثلة المعروفة على ذلك كانت لكنيسة في جنوب تركيا، لكن العمارة في حكم الإمبراطور جستينيان الأول في القرن السادس جعلت بناء الكنائس المقببة مقياسًا موحدًا للعمارة في أنحاء الشرق الروماني. استُوحيت الكثير من المباني في القرون اللاحقة من عمارة كاتدرائيته آيا صوفيا وكنيسة الرسل المقدسة.

كانت الكنائس الصليبية ذات القباب المتقاطعة في المعابر، مثل كاتدرائية آيا صوفيا في ثيسالونيكي وكنيسة القديس نقولا في ميرا، سائدة في عمارة القرنين السابع والثامن، وأصبح تثبيت القباب بالأروقة الاسطوانية على أربعة محاور مبدًا قياسيًا للنظام الهيكلي في البناء. كان بناء القباب على الرقاب الدائرية أو المضلعة التي شُقت فيها النوافذ مقياسًا للبناء أيضًا بعد القرن التاسع. بنيت في الفترة اللاحقة من الإمبراطورية كنائس أصغر مع قباب ذات قطر أصغر من القطر السابق، عادةً بطول أقل من ستة أمتار (20 قدمًا) بعد القرن العاشر. تشمل الاستثناءات القباب المثمنة في دير هوسيوس لوكاس ودير نيا موني في القرن الحادي عشر، وكنيسة خورا في القرن الثاني عشر، مع استثناءات أخرى. كانت الخطة المتقاطعة في البناء، مع قبة واحدة عند المعبر أو خمس قباب على نمط كوينكونكس (ترتيب لخمس وحدات بشكل يشابه ترتيب النقاط الخمس في النرد) كما في كنيسة القديس بندلايمون، ذات شعبية واسعة في القرن العاشر وحتى سقوط القسطنطينية في عام 1453.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←