يتمتع تاريخ الحزب الشيوعي الأمريكي بجذور راسخة في تاريخ الحركة العمالية الأمريكية، إذ لعب الحزب أدوارًا حاسمة في النضالات المبكرة لتنظيم العمال الأمريكيين في شكل نقابات بالإضافة إلى أدواره اللاحقة في ما يخص الحقوق المدنية والحركات المناهضة للحرب. مع ذلك، اضطر العديد من الشيوعيين إلى العمل خفية، بسبب ارتفاع مستوى القمع السياسي في الولايات المتحدة ضد الشيوعيين.
ساهم فهم الشيوعيين العلمي لطبيعة الصراع الطبقي في تمكين الشيوعيين ليكونوا الجهات المنظمة الأكثر فاعلية، وهي ميزة أُطلق عليها مسمى «الشيوعية الإضافية». أُصيب تأثير الحركة العمالية على التنمية الاقتصادية والسياسية بحالة من الركود، ومن ثم انهار في وقت لاحق، في أعقاب طرد الشيوعيين من الاتحاد الأمريكي للعمال ومجلس المنظمات الصناعية عام 1948. عانى الحزب الشيوعي بشدة في الفترة التي تلت المكارثية، إذ نفذت فيها حكومة الولايات المتحدة قمعًا جماعيًا علنيًا ضد الشيوعيين، وشنت في الوقت نفسه حملة دعائية قومية أشعلت الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، وهو الأمر الذي سيهيمن على السياسة الخارجية الأمريكية لبقية القرن.
أنهت حكومة الولايات المتحدة أعمالها التجسسية وعنفها الشرطي ضد الحزب الشيوعي، وذلك بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، ولكن الحزب دخل في انقسام آخر حول الخلافات المتعلقة بالتكيف مع فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي. لا يزال الحزب الشيوعي نشطًا، غير أنه لم يسترد حتى الآن نفوذه الذي تمتع به خلال ذروته في ثلاثينيات القرن العشرين وأربعينياته.