تعد دراسة تاريخ التسويق، باعتباره تخصصًا، أمرًا مهمًا فهي تساعد على تحديد الأسس التي يمكن من خلالها التعرف على التغيير وفهم كيفية تطور هذا التخصص استجابةً لتلك التغييرات. عُرفت ممارسة التسويق منذ آلاف السنين، ولكن أصبح مصطلح «التسويق» المستخدم لوصف الأنشطة التجارية المتمثلة في بيع وشراء المنتجات أو الخدمات، شائع الاستخدام في أواخر القرن التاسع عشر. وبدأت دراسة تاريخ التسويق كمجال أكاديمي في أوائل القرن العشرين.
يميل المسوقون إلى التفريق ما بين تاريخ ممارسة التسويق وتاريخ الفكر التسويقي:
يشير تاريخ ممارسة التسويق إلى البحث في طرق ممارسة التسويق؛ وكيف تطورت هذه الممارسات مع مرور الوقت وذلك تبعًا لاستجابتها للظروف الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة.
يشير تاريخ الفكر التسويقي إلى معاينة الطرق التي دُرّس بها التسويق.
يُعتبر تاريخ الفكر التسويقي وتاريخ ممارسة التسويق مجالين متميزين للدراسة، إلا أنهما يتقاطعان في عدة نقاط. يشارك ممارسو التسويق في ممارسات مبتكرة تجذب انتباه باحثي التسويق الذين يقومون بتدوينها ونشرها. وفي الوقت نفسه، غالبًا ما يطور أكاديميو التسويق أساليب أو نظريات بحثية جديدة تُتخذ لاحقًا من قبل الممارسين. وهكذا تنمو التطورات في نظريات وممارسة التسويق والعكس صحيح.
اعتُبرت مقالة روبرت كيث التي نُشرت في عام 1960 بعنوان «ثورة التسويق» عملاً رائداً في دراسة تاريخ ممارسة التسويق. وكان كتاب روبرت بارتل، تاريخ فكر التسويق، الذي نُشر في عام 1976، بمثابة نقطة تحول في فهم كيفية تطور نظرية التسويق منذ نشأتها لأول مرة كنظام منفصل وحتى بداية القرن الماضي.