تاريخ جمهورية الإكوادور بين عامي 1830 1860 يبدأ بانهيار دولة كولومبيا الكبرى في عام 1830، ثم اغتيال أنطونيو خوسيه دي سوكري وموت سيمون بوليفار بمرض السل في نفس العام. نُقل عن بوليفار قوله قبل وفاته بقليل متأثرًا بتفكك كولومبيا الكبرى: « لا يمكن السيطرة على أمريكا. أولئك الذين خدموا الثورة قد حرثوا البحر». تبدو هذه الكلمات وكأنها حكم نبوية خلال الفوضى التي شهدتها السنوات الثلاثون الأولى من عمر الإكوادور.
كان الجنرال خوان خوسيه فلوريس أول رئيس للإكوادور، وحكم منذ عام 1830 وحتى عام 1834. تنازل عن الرئاسة بعد تمرد عام 1834، واختار نائبه خوسيه فيسنتي روكافيرتي رئيسًا جديدًا للإكوادور، لكنه احتفظ لنفسه بسلطات كبيرة مثل قيادة الجيش. في عام 1839، استقال روكافيرتي وعاد فلوريس إلى الرئاسة، ولكنه خلع من المنصب ونفي من الإكوادور بعد تمرد عام 1845. شهدت السنوات الخمس عشرة التالية الكثير من الاضطرابات، إذ تصارعت الفصائل المختلفة من أجل الحكم، ووصلت الأمور إلى ذروتها في سنة 1859 التي أُطلق عليها اسم «السنة العصيبة» في تاريخ الإكوادور. واجه الرئيس فرانسيسكو روبلز العديد من حركات المعارضة، وبدأت دولة البيرو المجاورة تحت حكم الرئيس رامون كاستيلا بالتفاوض مع جميع الفصائل، وفرضت حصارًا شاملًا على الإكوادور بناءً على اقتراح كاستيلا. اختارت الفصائل الإكوادورية المتنافسة الجنرال غييرمو فرانكو للتفاوض معه. عندما أدركت الفصائل أن فرانكو قد خانها، اتحدت معًا في معركة غواياكيل بين 22 و24 سبتمبر 1860 وهزمت فرانكو.