لماذا يجب أن تتعلم عن تاريخ الأراضي التشيكية

يبدأ تاريخ الأراضي التشيكية –وهي منطقة تتطابق تقريبًا مع جمهورية التشيك في يومنا هذا- بشكل تقريبي قبل الميلاد ب800 ألف عام. اكتُشف ساطور بدائي يعود إلى ذلك العصر في موقع التلة الحمراء الأثري في برنو. تركت العديد من الحضارات البدائية المختلفة آثارها طوال العصر الحجري، الذي استمر حتى عام 2000 قبل الميلاد تقريبًا. حضارة أونيتيتسكا هي الحضارة الأشهر في الأراضي التشيكية خلال حقبة ما قبل التاريخ، وقد تركت أثرًا لنحو خمسة قرون منذ نهاية العصر الحجري حتى بداية العصر البرونزي. كان شعب القلط، الذين جاؤوا خلال القرن الخامس قبل الميلاد، أول شعب يُعرف بالاسم. كانت قبيلة بوي واحدة من القبائل القلطية والتي منحت الأراضي التشيكية اسمها الأول بويوهايموم وهي مفردة لاتينية تعني أرض بوي. وقبل بداية الحقبة العامة كانت القبائل الجرمانية قد طردت معظم شعب القلط. أبرز تلك القبائل كانت قبيلة الماركومونيون التي بقيت آثار حروبها مع الإمبراطورية الرومانية في جنوب مورافيا.

بعد الأوقات المضطربة في عصر الهجرات، كانت الأراضي التشيكية قد استُوطنت في نهاية المطاف من قبل القبائل السلافية. كان العام 623 عام تشكيل أول دولة معروفة في الأراضي التشيكية، حين وحد اتحاد السامو القبائل السلافية المحلية التي دافعت عن أراضيها ضد الآفار نحو الشرق وانتصروا – بعد بعضة سنوات- في معركة فوغاستيسبورغ ضد الفرنجة الذين غزوا الأراضي التشيكية من الغرب. وربما كانت مورافيا العظمى الدولة التالية التي ظهرت في الأراضي التشيكية بعد تفكك دولة سامو. كان مركز سلطتها يقع في منطقة مورافيا وغرب سلوفاكيا يومنا هذا. في عام 863، أدخل كيرلس وميثودوس، وهما لاهوتيان من اليونان، الديانة المسيحية إلى مورافيا العظمى وأسسا أبجدية غلاغوليتسية التي كانت أول أبجدية سلافية. سقطت مورافيا العظمى خلال غزو القبائل المجرية في بداية القرن العاشر.

تشكلت دولة جديدة حول قبيلة سلالة برميسل التي أسست دوقية بوهيميا. كانت الدوقية إلى حد كبير ضمن منطقة نفوذ شرق فرانكونيا ولاحقًا ضمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة. انحازت الدوقية إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أثناء الانشقاق العظيم، وفي عام 1212، مُنح الدوق أوتوكار الأول لقب الملك الوراثي لخدماته الجليلة لإمبراطور الروماني المقدس فريدرش الثاني، انقرضت سلالة برميسل مع بداية القرن الرابع عشر وحل محلها آل لوكسمبورغ. كان كارل الرابع أبرز حكام لوكسمبورغ، وانتُخب إمبراطورًا للإمبراطورية الرومانية المقدسة. وأسس مطرانية براغ وجامعة كارلوفا، وهي أول جامعة في شمال جبال الألب وشرق باريس، شهدت بداية القرن الخامس عشر صعود المشاعر البروتستانتية الأولية في الأراضي التشيكية، أشعل إعدام يان هوس حرب الهوسيين والانشقاق الديني الذي تلاها. اعتلت سلالة ياغيلون العرش التشيكي في عام 1471. وحكمت لمدة نصف قرن قبل مقتل الملك لايوش ياغيلون في معركة موهاج وذهاب العرش الشاغر إلى آل هابسبورغ.

بعد وفاة إمبراطور آل هابسبورغ رودولف الثاني، تصاعدت التوترات السياسية والدينية التي أسفرت عن الإلقاء الثاني من النافذة في براغ الذي أطلق شرارة حرب الثلاثين عامًا. انحاز العديد من النبلاء التشيكيين إلى الجانب البروتستانتي ونتيجة لذلك جُردوا من ملكياتهم. وتلت ذلك ألمنة الأراضي التشيكية وإعادة كثلكتها. تزامن انتشار الرومانسية في أواخر القرن الثامن عشر مع حركة النهضة الوطنية التشيكية. وبعد عام 1848، زاد الممثلون الرئيسيون للنهضة الوطنية التشيكية جهودهم السياسية لنيل حكم ذاتي أكبر للأراضي التشيكية داخل ملكية هابسبورغ.

أفسحت بداية الحرب العالمية الأولى المجال أمام إمكانية الحصول على استقلال كامل وتشكيل دولة ذات سيادة. وفي اتفاقية كليفلاند لعام 1915، أعلن الممثلون التشيكيون والسلوفاكيون عن هدفهم في إقامة دولة مشتركة تستند إلى حق الشعب في تقرير المصير. وبعد استسلام النمسا-المجر بعد ثلاثة أعوام، أصبحت جمهورية تشيكوسلوفاكيا حقيقة واقعة، دام ما سُمي بالجمهورية الأولى لمدة لا تزيد عن 20 عامًا، وانتهت باندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية وصل الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي إلى السلطة وأصبحت تشيكوسلوفاكيا عضوًا في الكتلة الشرقية. وفي شهر أغسطس من عام 1968، غزت جيوش حلف وارسو تشيكوسلوفاكيا لمنع المزيد من محاولات إصلاح النظام الشيوعي. ونهاية العام 1989، استبدلت الثورة المخملية النظام الشيوعي بجمهورية تشيكية وسلوفاكية اتحادية ديمقراطية. بعد ثلاث سنوات، وافق ممثلو التشيك والسلوفاك على حل تشيكوسلوفاكيا وتشكيل دولتين منفصلتين. وفي عام 2004، أصبحت جمهورية التشيك عضوًا في الاتحاد الأوروبي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←