يمتد تاريخ الاستيطان البشري في منطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية من نحو 15000 قبل الميلاد إلى يومنا هذا. تتضمن المنطقة الممتدة على 7000 كيلومتر طولًا (4300 ميل) بيئات جبلية واستوائية وصحراوية. تأثر استعمار المنطقة واستيطانها بجغرافيتها ومناخها الفريد ما أدى إلى تطور حضارات فريدة.
بعد وصول البشر الأوائل –الذين تجمعوا لاحقًا في مجتمعات الصيد وجمع الثمار القبلية– إلى أمريكا الجنوبية عبر برزخ بنما، انتشروا في القارة، وتشير الدلائل الأولى إلى أن الاستيطان في منطقة الأنديز حدث نحو 15000 قبل الميلاد خلال ما يطلق عليه علماء الآثار اسم الفترة الليثية. بدأت زراعة النباتات بشكل واسع في الفترة الأنديزية قبل السيراميكية التالية وظهرت مراكز دينية متميزة مثل تعاليم كوتوش الدينية في المرتفعات.
تبعت ذلك «الفترة الأولية». تطورت مجتمعات متنوعة معقدة في هذا الوقت، أبرزها ثقافة شافين وحضارة موتشي. في فترات لاحقة، غُزيت معظم منطقة الأنديز من قبل قبيلة الإنكا الأصلية التي أقامت أضخم إمبراطورية أمريكية دعيت «تاهوانتينسويو». تركز حكم الإنكا لإمبراطوريتهم في العاصمة كوسكو وأداروها وفق خطوط الأنديز التقليدية.
في القرن السادس عشر، وصل مستعمرون إسبان من أوروبا إلى الأنديز وأخضعوا الممالك الأصلية لحكمهم ودمجوا منطقة الأنديز في الإمبراطورية الإسبانية. في القرن التاسع عشر، دفع المد المتصاعد للقومية المعادية للإمبريالية والذي كان يجتاح كل أمريكا الجنوبية جيوش المتمردين إلى الإطاحة بالحكم الإسباني. قسمت نتيجة ذلك منطقة الأنديز إلى دول جديدة وهي بيرو وتشيلي وبوليفيا والإكوادور. شهد القرن العشرين التأثير المتنامي للولايات المتحدة في المنطقة الذي استغلها على نحو متزايد للحصول على الغاز الطبيعي الذي تحويه. أدى هذا بدوره إلى نهوض عدة حركات اشتراكية معادية للإمبريالية تعارض الولايات المتحدة والتدخل الدولي المتعدد في أنديز أمريكا الجنوبية.