شهدت السنوات العشر بين عامي 1917 و1927 تحولًا جذريًا للإمبراطورية الروسية لتصبح دولة شيوعية هي الاتحاد السوفييتي. يغطي مسمى روسيا السوفييتية الفترة بين 1917–1922 لتصبح التسمية بعدها هي الاتحاد السوفييتي بين عامي 1922 و1991. بعد الحرب الأهلية الروسية (1917–1923) اتخذ البلشفيون (الشيوعيون) سلطة دكتاتورية. تبنى البلشفيون نسخة من الماركسية طورها فلاديمير لينين. توعد هذا التوجه اللينيني بأن العمال سوف ينهضون ويدمرون الرأسمالية وينشئون مدينة فاضلة اشتراكية تحت قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي. كان هناك مشكلة صغيرة هي صغر نسبة البروليتاريا، وذلك في مجتمع فلاحي بامتياز يملك صناعات محدودة وطبقة متوسطة صغيرة جدًا. بعد ثورة فبراير عام 1917 التي أطاحت بنيكولاس الثاني قيصر روسيا، أتاحت حكومة مؤقتة قصيرة الأمد للبلشفيين بالنهوض في ثورة أكتوبر. أُعيدت تسمية الحزب البلشفي لاحقًا ليصبح الحزب الشيوعي الروسي.
قُمعت جميع السياسات والمواقف التي لم تتماشى بشكل مطلق مع سياسات الحزب الشيوعي الروسي، وذلك بذريعة أن الحزب يمثل البروليتاريا وبالتالي تكون جميع النشاطات المعادية لمبادئ الحزب «معادية للثورة» أو «معادية للاشتراكية»، وهربت معظم العائلات الغنية إلى المنفى. خلال الفترة بين 1917 و 1923، استسلم البلشفيون/الشيوعيون بقيادة لينين للألمان في عام 1918، ثم حاربوا في الحرب الأهلية الروسية المحتدمة ضد عدد من الأعداء كان أبرزهم الجيش الأبيض. نجحوا في السيطرة على الأراضي المركزية الروسية لكنهم خسروا معظم الأراضي غير الروسية التي كانت واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية. بعد هزيمة الأعداء واحدًا تلو الآخر، أسس الحزب الشيوعي الروسي نفسه في الأراضي المركزية الروسية وبعض المناطق غير الروسية مثل أوكرانيا والقوقاز، وأصبح يدعى بالحزب الشيوعي السوفييتي بعد تأسيس الاتحاد السوفييتي عام 1922. بعد موت لينين عام 1924، تولى الأمين العام للحزب الشيوعي الروسي جوزيف ستالين قيادة الاتحاد السوفييتي، محققًا الدكتاتورية المطلقة منذ ثلاثينيات القرن العشرين حتى وفاته عام 1953.