كان بيير لافال (بالفرنسية: Pierre Laval) سياسيًا فرنسيًا. شغل منصب رئيس وزراء فرنسا ثلاث مرات: 1931-1932، و1935-1936 خلال الجمهورية الثالثة، ومنذ عام 1942 حتى عام 1944 خلال حكم فيشي. خضع لافال بعد الحرب للمحاكمة بتهمة التعاون مع العدو وأُعدِمَ بتهمة الخيانة.
كان لافال اشتراكيًا في بدايات حياته، وبدأ مسيرته كمحامٍ في عام 1909، واشتهر بدفاعه عن المضربين والنقابيين واليساريين ضد ملاحقات الحكومة. انتُخب نائبًا في مجلس النواب الفرنسي في عام 1914 عن القسم الفرنسي للأممية العمالية، وظل متمسكًا بقناعاته السلمية خلال الحرب العالمية الأولى. غادر الحزب الاشتراكي بعد هزيمته في انتخابات 1919، وأصبح عمدة بلدة أوبارفيلييه. عاد إلى البرلمان في عام 1924 كمستقل، وانتُخب سيناتورًا بعد ذلك بثلاث سنوات. شغل أيضًا عدة مناصب وزارية، ومن ضمنها وزير الأشغال العامة، ووزير العدل ووزير العمل. أصبح رئيسًا للوزراء في عام 1931، ولكن حكومته لم تصمد سوى عام واحد.
انضم لافال إلى حكومة غاستون دومرغ المحافظة في عام 1934، وشغل فيها منصب وزير المستعمرات ثم وزير الخارجية. أصبح رئيسًا للوزراء مرة أخرى في عام 1935، وسعى إلى احتواء ألمانيا عبر سياسات خارجية داعمة لإيطاليا والاتحاد السوفيتي، ولكن تعامله مع أزمة الحبشة (إثيوبيا)، والتي اعتُبرت سياسة استرضاء للديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، أدت إلى استقالته في عام 1936.
تولى لافال أدوارًا بارزة في حكومة فيشي تحت قيادة فيليب بيتان بعد هزيمة فرنسا في الحرب الخاطفة التي شنها أدولف هتلر في عام 1940. شغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء منذ يوليو حتى ديسمبر 1940، ثم أصبح رئيسًا للحكومة منذ أبريل 1942 حتى أغسطس 1944. أظهر قسوة شديدة تجاه الشعب الفرنسي خلال هذه الفترة، فرحّل الآلاف، بمن فيهم يهود، إلى معسكرات العمل القسري في بولندا المحتلة وألمانيا، واعتمد على أساليب قمعية صارمة لإخماد المعارضة، مما زاد من السخط الشعبي على الحكومة المكروهة.
اعتقل الألمان لافال بعد تحرير فرنسا عام 1944. فرّ إلى إسبانيا في أبريل 1945، ولكنه عاد لاحقًا إلى فرنسا حيث اعتقلته حكومة شارل ديغول. خضع لمحاكمة وُصفت بأنها غير عادلة، شبيهة بتلك التي أجراها نظام فيشي نفسه ضد معارضيه. أدين بالتآمر ضد أمن الدولة والتعاون مع العدو. أُعدمَ رميًا بالرصاص في أكتوبر 1945 بعد محاولة انتحار فاشلة. انتشر اعتقاد من البعض في السنوات التي تلت إعدام لافال أن ديغول أراد تهدئة السياسيين من الجمهورية الثالثة وأنصار فيشي السابقين، الذين جعلوا من لافال كبش فداء لجرائم النظام.