بيتر كارب كذلك يكتب بيتراش كارب وعند فرنسته يلفظ بيير كارب وأحيانًا الكونت كارب (28 أو 29 يونيو عام 1837 - 19 يونيو عام 1919) هو رجل دولة مولدوفي ومن ثم روماني وناشط سياسي وناقد ثقافي وأحد كبار ممثلي التيار المحافظ الليبرالي في رومانيا ورئيس وزراء البلاد لولايتين منفصلتين (خلال الفترة من عام 1900 حتى عام 1901 والفترة من عام 1910 حتى عام 1912). تداخلت فترة شبابه مع نشاطاته في نادي جونيميا الذي أسسه مع الناقد تيتو مايوريسكو كجمعية أدبية ليلعب دورًا في تحويله إلى نادٍ سياسي. تخلى كارب عن مستقبلٍ مهني صاعد كمجادل وصحفي ثقافي في نادي جونيما ملتحقًا بالسلك البيروقراطي الحكومي للممالك المتحدة ومن ثم السلك الدبلوماسي الروماني وينخرط بعدها في المعترك السياسي الانتخابي. أسهم كارب في تأسيس الحزب المحافظ الذي انبثق عن عدة نوادي محافظة «بيضاء» في عام 1880، وذلك على خلفية دفاعه عن المشاعر الأرستقراطية وطبقة النبلاء الرومانية. غير أنه كان أيضًا قائدًا للفصيل الجونيمي الذي عارض زعيمي الحزب المحافظ الرئيسيين لاسكار كاتارجو وجورجي غريغور كانتاكوزينو. أسهم كارب في منصة كونفوربيري ليتراري التابعة للنادي ويعود إليه الفضل في تأسيس صحيفتي تيرا (1868) ومولدوفا (1915).
يعتبر كارب على نطاقٍ واسع لاذعًا وصلبًا في في مواقفه العلنية وخطيبًا موقرًا. إذ لم يحجم عن معارضة تيار الغالبية في مناظرات سياسية عدة. مثّل خطابه السياسي بأسره بديلًا عن النزعات الحمائية والشعبوية والمعادية للسامية التي اصطبغت بها الليبرالية الرومانية «الحمراء». وفي ظل ترحيبه بالتغريب والتجارة الحرة فإن رؤيته حيال التنمية كانت قائمة على التدرج وذلك فضلًا عن انتقاده التجارب الحديثة في الحوكمة. تُذكر إدارتي كارب لإصلاحاتهما المالية وتشجيعهما الاستثمارات الأجنبية ومحاولات حكومته القضاء على الفساد السياسي.
حصل كارب على إجماع سياسي حيال توجيه مملكة رومانيا نحو الحلف الثلاثي وذلك على ضوء حبه وولولعه بألمانيا وروسيا، ولكن اضمحلت شعبية هذه السياسة الخارجية بالكامل بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى. كان كارب الشخصية العامة البارزة الوحيدة التي طالبت بإعلان الحرب على قوى الوفاق الثلاثي في ذاك الوقت. خرج من تقاعده أثناء الاحتلال الألماني لرومانيا حين ساعد زميله المحافظ لوبو كوستاكي على تشكيل حكومة إقليمية متواطئة. أدى مشروعه الأخير هذا إلى تلطخ سمعته بالعار بعد استعادة الحكومة الشرعية للسيطرة على زمام الأمور في البلاد.