بيتر دويسبرغ (من مواليد 2 ديسمبر 1936) هو عالم أحياء جزيئية ألماني أمريكي وأستاذ البيولوجيا الجزيئية والخلوية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. اشتهر دويسبرغ بأبحاثه المبكرة في الجوانب الجينية للسرطان. يُعد دويسبرغ من دعاة إنكار متلازمة نقص المناعة المكتسبة، وهو الادعاء بأن فيروس نقص المناعة البشرية لا يسبب الإيدز.
تلقى دويسبرغ الإشادة في وقت مبكر من حياته المهنية للبحث في الجينات المسرطنة والسرطان. مع بيتر فوغكت، صرّح عام 1970 أن فيروس الطيور المسبب للسرطان يحتوي على مادة وراثية إضافية مقارنة بالفيروسات غير المسببة للسرطان، بافتراض أن هذه المادة تساهم في الإصابة بالسرطان. في سن السادسة والثلاثين، مُنح دويسبرغ منصبًا في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وفي سن التاسعة والأربعين، انتُخب في الأكاديمية الوطنية للعلوم. حصل على منحة الباحث المتميز من المعاهد الوطنية للصحة في عام 1986، ومن 1986 إلى 1987 كان باحثًا مقيمًا في فوغارتي في مختبرات المعاهد الوطنية للصحة في بيثيسدا بولاية ماريلاند.
اعتبر دويسبرغ منذ فترة طويلة مناقضًا من قبل زملائه العلميين، وقد بدأ يكتسب سمعة سيئة من خلال مقال نشر في مارس 1987 في أبحاث السرطان بعنوان الفيروسات القهقرية كمسببات للسرطان والأمراض: التوقعات والواقع. في هذا المقال والكتابات اللاحقة، اقترح دويسبرغ فرضيته القائلة بأن الإيدز ناتج عن الاستهلاك طويل الأمد للعقاقير الترويحية أو الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وأن الفيروس القهقرى المعروف باسم فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس ركاب غير ضار. في المقابل، فإن الإجماع العلمي هو أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تسبب الإيدز. نُظر إلى ادعاءات دويسبرغ المتعلقة بفيروس الإيدز ورفضها المجتمع العلمي على أنها خاطئة. أكدت مراجعات آرائه في مجلة ناتشر آند ساينس أنها كانت غير مقنعة وتستند إلى قراءة انتقائية للأدبيات، وأنه على الرغم من أن دويسبرغ كان له الحق في رأي مخالف، فإن فشله في مراجعة الأدلة التي تشير إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية يسبب الإيدز يعني أن رأيه يفتقر إلى المصداقية.
نُظر إلى آراء دويسبرغ على أن لها تأثيرات رئيسية على سياسة جنوب إفريقيا لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز تحت إدارة ثابو مبيكي، التي تبنت إنكار الإيدز. شغل دويسبرغ منصبًا في لجنة استشارية لمبيكي عقدت في عام 2000. يُعتقد أن فشل إدارة مبيكي في توفير الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في الوقت المناسب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثير إنكار الإيدز، مسؤول عن مئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن الإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية التي يمكن الوقاية منها العدوى في جنوب إفريقيا. عارض دويسبرغ هذه النتائج في مقال في مجلة النظريات الطبية، لكن ناشر المجلة، إلسيفير، تراجع لاحقًا عن مقال دويسبرغ حول الدقة والمخاوف الأخلاقية بالإضافة إلى رفضه أثناء مراجعة الأقران. دفع الحادث عدة شكاوى إلى مؤسسة التي يعمل بها دويسبرغ، جامعة كاليفورنيا، بيركلي، والتي بدأت في تحقيق سوء سلوك في دويسبرغ في عام 2009. ألغي التحقيق في عام 2010، حيث وجد مسؤولو الجامعة أدلة غير كافية... لدعم توصية باتخاذ إجراء تأديبي.