فهم حقيقة بولندا في العصور الوسطى المبكرة

يُعد وصول مجموعة السلاف الغربيين واستقرارهم أهم ظاهرة حدثت داخل أراضي بولندا في العصور الوسطى المبكرة. بدأت الهجرات السلافية إلى منطقة بولندا الحالية في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي، بعد نحو نصف قرن من إخلاء هذه الأراضي من قبائل الجرمانيين الفارين من قبائل الهون. استقرت الموجات الأولى من المهاجرين السلاف بالقرب من نهر فيستولا العلوي وفي أماكن أخرى من أراضي جنوب شرق بولندا الحالية وأراضي جنوب ماسوفيا. كان المهاجرون القادمون من الشرق ومن المناطق العليا والوسطى لنهر دنيبر ينتمون بشكل أساسي للفرع الغربي من السلاف الأوائل المعروفين باسم «سكلافيني»، ومنذ وصولهم صُنفو على أنهم السلاف الغربيين. تنتمي آثارهم الحضارية المبكرة إلى حضارة براغ كورشاك، والتي تشبه حضارة كييف السابقة.

من هناك تفرق السكان الجدد في الشمال والغرب على مدار القرن السادس. عاش السلاف على زراعة المحاصيل وقد كانوا عمومًا مزارعين، لكنهم شاركوا أيضًا في عمليات الصيد والجمع. حدثت الهجرات نتيجة لغزوات الجيوش والقبائل القادمة من الشرق مثل قبائل الهون، والأفار، والمجريين؛ الأمر الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا الشرقية والوسطى. سهلت الهجرة السابقة للشعوب الجرمانية نحو المناطق الأكثر أمانًا والأكثر تطورًا في غرب وجنوب أوروبا هذا التوجه الغربي في الهجرة للشعوب السلافية. شكل السلافيون المهاجرون منظمات قبلية صغيرة ابتداء من القرن الثامن، وقد اندمج بعضها في ما بعد في منظمات أكبر أصبحت أقرب لما يشبه الدولة. بدءًا من القرن السابع، شيدت هذه الوحدات القبلية العديد من الجسور والمباني المحصنة بجدران ترابية وخشبية، وقد أُطلق عليها اسم «غورد». سُكنت بعض هذه المباني، لكن البعض الآخر كان عبارة عن مساحة كبيرة فارغة داخل جدران.

بحلول القرن التاسع، استقر السلاف على ساحل بحر البلطيق في بوميرانيا، والتي تطورت في ما بعد لتصبح قوة تجارية وعسكرية. عُثر على بقايا المستوطنات الاسكندنافية ومستوطنات إمبوريا على طول ساحل بحر البلطيق. وربما كان أهم هذه المناطق هي المستوطنة التجارية والميناء البحري في ترووسو، والواقعة في بروسيا. لم تتأثر بروسيا نفسها بالهجرة السلافية وبقيت مأهولة بشعب البلطيق، وهم البروسيون القدماء. خلال نفس الوقت، سيطرت قبيلة الفيزتولينز، والتي كانت متمركزة في كراكوف والمنطقة المحيطة بها، على منطقة كبيرة في الجنوب، وقد طوروها وحصّنوها مع العديد من معاقلهم.

خلال القرن العاشر، تبين أن للبولانيين (البولانس-أهل الحقول) أهمية تاريخية كبيرة. إذ تمركز البولانيون في البداية في المناطق البولندية الوسطى المنخفضة؛ حول جيتش وبوزنان وجنيزنو، وابتداء من النصف الأول من القرن العاشر؛ مر البولانيون بفترة تسارع في بناء المستوطنات المحصنة والتوسع الإقليمي. في عام 966، وتحت حكم ميشكو الأول المنتمي إلى أسرة بياست، تحولت أراضي بولان التوسعية إلى المسيحية، ويُعتبر ذلك في العموم ولادة الدولة البولندية. استُغني عن اسم «ولاية ميشكو» أو «ولاية جنيزنو» بعد ذلك بفترة قصيرة لصالح اسم «بولندا»، وهو اسم مشتق من اسم قبيلة البولانس. استمر حكم أسرة بياست لبولندا حتى أواخر القرن الرابع عشر.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←