بهاكتي (بالهندية: भक्ति)، كلمة سنسكريتية تعني حرفيًا: «الارتباط، الممارسة، التعلق، الحب، العبادة، المُشاركة، الوله، الولاء»، وقد استخدمت هذه الكلمة أساسًا في الهندوسية، إشارة إلى التقوى والحب لإلهٍ مُشخَّصٍ أو من يمثل الإله من قبل المكرس أو العابد. ويمكن تعريف البهاكتي على أنَّها «انقطاعٌ لعبادة ألوهة معينة والتعبير عن الامتنان والشكر لمساعدتها الموعودة أو التي تم تلقيها. وهي غالباً ما تتخذ شكل حب موجه لإله أو إلهة يجري من خلاله تسليم النفس لهذه الألوهة وما يرافق ذلك من سلوكيات سواء في طقوس المعبد أم في الفكر والحياة الخاصة». واختصارًا تعني «الخدمة بكل إخلاص للمعبود الأعلى».
والمصطلح يعني ببساطة المشاركة، والتفاني، والحب لأي مسعًى، بينما في «بهاغافاد غيتا»، فإنه يشير ضمنيًّا إلى أحد السُّبُل المُحتملة للروحانية والتَّوجه نحو الانعتاق «الموكشا»، كما هو الحال في «بهاكتي مارغا».
البهاكتي، في الديانات الهندية، هي «التعبد العاطفي»، خاصة لإله شخصي أو للأفكار الروحية. وبالتالي، فإن البهاكتي تتطلب علاقة بين المُريد المُتعبد والإله. ويُشير المصطلح، أيضًا، إلى حركة ابتكرها ألفارس و نايانار، والتي تطورت حول كلٍّ من الآلهة: فيشنو (فيشنوية)، وبراهما (براهمانية)، وشيفا (شيفية) وشاكتي (شاكتية) في النصف الثاني من الألفية الأولى للميلاد.
أوحت أفكار «البهاكتي» العديد من النصوص الشعبية، وقد غذَّت قريحة الشعراء المُتدينين في الهند. فالبهاغافاتا بورانا، على سبيل المثال، هو نص في الإخلاص والتفاني متعلق بكريشنا ومرتبط بحركة «بهاكتي» في الهندوسية. وتوجد «البهاكتي» أيضًا في الديانات الأخرى التي تمارس في الهند، وقد أثرت في التفاعلات بين المسيحية والهندوسية في العصر الحديث. وقد عُثِرَ على «نيرغوني بهاكتي»، أي (التفاني للإله اللا موصوف)، في السيخية، وكذلك الهندوسية. وفي خارج الهند، يوجد التفاني العاطفي في بعض التقاليد البوذية في جنوب شرق آسيا وشرقها، ويشار إليه أحياناً باسم «بهاتي».