بنيامين نتنياهو (21 أكتوبر 1949 – ) هو سياسي إسرائيلي يرأس حزب الليكود، يشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل منذ 29 ديسمبر 2022، وكان قد شغل المنصب سابقًا من 2009 وحتى 2021، وسابقًا منذ 1996 وحتى 1999، ليُعتبر رئيس الوزراء الأطول مدةً في تاريخ إسرائيل حيث خدم لأكثر من 17 عامًا. كما أنه أول رئيس وزراء يولد في إسرائيل بعد إعلان إنشاء الدولة. فقد شقيقه الأكبر يوناتان عام 1976 في عملية اقتحام الطائرة الإسرائيلية المخطوفة في مدينة «عنتيبة» الأوغندية.
وُلِد نتنياهو في تل أبيب لأبوين يهوديين علمانيين، ونشأ في القدس، وقضى فترة وجيزة في فيلادلفيا، الولايات المتحدة. عاد إلى إسرائيل عام 1967 لينضم إلى الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. أصبح قائد فريق في القوات الخاصة (سايريت متكال) وشارك في عدة مهام وحصل على رتبة نقيب قبل أن يُسَرَّح. عمل نتنياهو بعد تخرجه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كمستشار اقتصادي لمجموعة بوسطن الاستشارية. وفي عام 1978، انتقل إلى إسرائيل وأسس معهد يوناتان نتنياهو لمكافحة الإرهاب. ومن عام 1984 إلى عام 1988، شغل منصب الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.
صعد نتنياهو إلى الواجهة السياسية بعد انتخابه رئيسا لحزب الليكود في عام 1993 ليصبح زعيمًا للمعارض. وفي انتخابات عام 1996، فاز نتنياهو على شيمون بيريز، ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي يُنتخب مباشرة عن طريق التصويت الشعبي، وأصغر رئيس وزراء على الإطلاق. تعرض نتنياهو والليكود لهزيمة ساحقة في انتخابات عام 1999 على يد تحالف إسرائيل الواحدة بقيادة إيهود باراك فاختار نتنياهو اعتزال السياسة بالكامل والعمل في القطاع الخاص. عاد نتنياهو لاحقًا إلى السياسة، وشغل منصب وزير الخارجية ووزير المالية في عهد أرييل شارون. خلال منصبه الأخير، بدأ إصلاحات في الاقتصاد الإسرائيلي أدت إلى نمو كبير، قبل أن يستقيل في نهاية المطاف بسبب الخلافات بشأن خطة فك الارتباط مع غزة.
عاد نتنياهو إلى قيادة الليكود في ديسمبر 2005 بعد تنحي شارون ليشكل حزبًا جديدًا وهو كاديما. وكان زعيم المعارضة من عام 2006 إلى عام 2009. شكل نتنياهو بعد انتخابات عام 2009 حكومة ائتلافية مع أحزاب يمينية أخرى وأدى اليمين كرئيس للوزراء للمرة الثانية، وواصل قيادة الليكود للفوز في انتخابات 2013 و2015. أعقب ذلك فترة من الجمود السياسي بعد فشل ثلاث انتخابات متتالية في عامي 2019 و2020 في تشكيل حكومة، وتم حل الجمود بعد التوصل إلى اتفاق تناوب ائتلافي بين نتنياهو وبيني غانتس زعيم تحالف أزرق أبيض الوسطي. ومع ذلك انهار الائتلاف في ديسمبر 2020 قبل أن يُنَفَّذ التناوب، وأُجريت انتخابات جديدة في مارس 2021. في حكومته قبل الأخيرة، قاد نتنياهو استجابة إسرائيل لجائحة كوفيد-19 والأزمة الإسرائيلية الفلسطينية 2021.
في يونيو 2021، وبعد أن شكل نفتالي بينيت حكومة مع يائير لابيد، أقيل نتنياهو من رئاسة الوزراء ليصبح زعيم المعارضة للمرة الثالثة، قبل أن يعود كرئيس للوزراء مرة أخرى بعد تشكيل ائتلاف مع أحزاب اليمين بعد انتخابات 2022. واصل نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف الحكومي إصلاحات قضائية واسعة النطاق. قوبلت جهود الإصلاح القضائي بردود فعل مستقطبة، حيث نظم معارضو الإصلاح القضائي احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد على مدار عدة أشهر. في 7 أكتوبر 2023، تعرضت إسرائيل لهجمات 7 أكتوبر من قبل الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة حماس، مما أدى إلى نشوب الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2023. وبسبب فشل الحكومة الإسرائيلية في توقع هذا الهجوم، تعرض نتنياهو لانتقادات من قبل المعارضين لكونه المسؤول عما اعتُبر أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل منذ 50 عامًا. ونُظمت احتجاجات حاشدة تطالب بإقالته من منصبه.
استغل نتنياهو علاقته مع دونالد ترامب وهو صديق شخصي له منذ الثمانينيات لتحسين صورته السياسية في إسرائيل منذ عام 2016. خلال رئاسة ترامب، اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترفت بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وتوسطت في اتفاقيات إبراهيم، وهي سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل و كل من دولة الإمارات العربية المتحدة و مملكة البحرين و المملكة المغربية. واجه نتنياهو انتقادات دولية بسبب سياسته المستمرة منذ عقود كرئيس للوزراء لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. في عام 2019، وُجِّهَ الاتهام إلى نتنياهو بتهم خيانة الأمانة والرشوة والاحتيال بعد تحقيق دام ثلاث سنوات، وتخلى بسببه عن جميع مناصبه الوزارية واحتفظ فقط بدور رئيس الوزراء.
اتُهمت حكومة نتنياهو بارتكاب جرائم إبادة جماعية في أعقاب الحرب على قطاع غزة، وبلغت هذه الاتهامات ذروتها في ديسمبر 2023 حين رفعت جنوب أفريقيا قضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وفي مايو 2024، أعلن كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن نيته التقدم بطلب للحصول على مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وأعضاء آخرين في حكومته، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كجزء من تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين. في 21 نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.