بنوم بنه هي عاصمة كمبوديا وأكبر مدنها من حيث عدد السكان، أصبحت العاصمة الوطنية منذ عام 1865، ونمت لتصبح المدينة الرئيسية في البلاد ومركزها السياسي والاقتصادي والصناعي والثقافي. يعود اسم المدينة إلى معبد بوذي يُدعى "وات بنوم" وإلى السيدة "بنه" التي تُعتبر مؤسسة المدينة. تقع بنوم بنه عند التقاء نهري تونلي ساب ومِكونغ، كما تنطلق منها مياه نهر باساك. وتُعد أيضًا مقرًا للملكية الكمبودية في القصر الملكي.
تأسست المدينة عام 1372، وخلفت "أنغكور ثوم" كعاصمة وطنية في عام 1434 بعد سقوط أنغكور، وبقيت كذلك حتى عام 1497. واستعادت وضعها كعاصمة خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. شهدت فترة من الاستثمارات والتحديث في فترة استقلال كمبوديا، واكتسبت لقب "لؤلؤة آسيا" بسبب طرازها المعماري الذي يمزج بين الطراز الفرنسي الاستعماري والنمط الخميري الجديد والفن الزخرفي.
تضخّم عدد سكان المدينة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين نتيجة تدفق اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية والقصف الأمريكي خلال حرب فيتنام. وفي عام 1975، تم إجلاء كامل سكان بنوم بنه قسرًا من قبل نظام الخمير الحمر، وتعرضوا للاضطهاد والعمل القسري والإبادة الجماعية. بقيت المدينة شبه خالية خلال فترة "كمبوتشيا الديمقراطية"، إلى أن دخلتها قوات مدعومة من فيتنام في عام 1979. أُعيد إعمار المدينة وتحسين بنيتها التحتية في العصر الحديث بدعم من الاستثمارات والمساعدات الدولية. وبحلول عام 2019، بلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة، أي ما يعادل نحو 14% من سكان كمبوديا.
تشمل منطقة "بنوم بنه الكبرى" مدينة "تا خماو" المجاورة وبعض مقاطعات إقليم "كاندال". وقد كانت المدينة في السابق مركزًا صناعيًا لمعالجة المنسوجات والأدوية وتصنيع الآلات وطحن الأرز. كما تضم العديد من المدارس والجامعات البارزة، وأسهمت مؤسساتها الثقافية وفعالياتها في جعلها مركزًا للسياحة الداخلية والدولية.
استضافت بنوم بنه العديد من الفعاليات الإقليمية والدولية البارزة، من بينها قمم رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أعوام 2002 و2012 و2022، ودورة ألعاب جنوب شرق آسيا الثانية والثلاثين، ودورة ألعاب آسيان البارالمبية الثانية عشرة. وستكون بنوم بنه أول مدينة كمبودية وثاني مدينة في جنوب شرق آسيا تستضيف دورة الألعاب الآسيوية للشباب في عام 2029.