بنو الجراح هم سلالة عربية حكمت فلسطين والبلقاء وجبل شمر على فترات متقطعة في أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر الميلاديين. وصفهم المؤرخ والمستشرق الفرنسي كانار بأنهم كانوا لاعباً مهماً في الحروب البيزنطية الفاطمية في سوريا حيث "خلقوا لأنفسهم، ولمصلحتهم الخاصة، حكماً قائماً على الازدواجية والخيانة والنهب". كان بنو الجراح هم الأسرة الحاكمة لقبيلة طيء، التي كانت واحدة من القبائل الثلاث القوية في بلاد الشام وقتها إلى جانب قبيلتي كلب وكلاب.
ظهر بنو الجراح لأول مرة في المصادر الإسلامية كحلفاء للقرامطة، وبرزوا تحت قيادة زعيمهم المفرج بن دغفل. في عام 973، حصل المفرج على حكم فلسطين، مع الرملة كمركز للحكم، من الدولة الفاطمية مقابل الخدمات العسكرية. خسر المفرج حظوته لدى الفاطميين، الذين طردوا بني الجراح من فلسطين عندما نهبوا الرملة عام 981. بعد ذلك، داهم الجراحون قوافل الحج المتجهة إلى مكة مذبذبين بين الفاطميين والبيزنطيين والحكام المسلمين في الشام. بحلول عام 1011-1012، سيطر بنو الجراح على كل الأراضي داخل فلسطين حتى طبريا وتحدوا الفاطميين بإعلانهم الخليفة الخاص بهم، وهو أبو الفتوح الحسن بن جعفر، في الرملة. دفع الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله لمفرج لإنهاء التمرد، لكنه بعد فترة وجيزة أرسل حملة ضد بني الجراح انتهت بطردهم من فلسطين.
توفي المفرج في 1013 وخلفه ابنه الحسن الذي استعاد السيطرة على فلسطين، وأدخل طيء في تحالف مع بني كلب وبني كلاب، وسيطر التحالف على سوريا حتى هزيمته في 1029 على يد الفاطميين في معركة يوم الأقحوانة. نتيجة لذلك، ارتحل بنو الجراح ليجاوروا حلفاءهم البيزنطيين بالقرب من أنطاكية. قاتل بنو الجراح إلى جانب البيزنطيين في عدة مواجهات مع قوى إسلامية إقليمية. بعد عام 1041، كانت هناك مجرد إشارات متفرقة إلى بني الجراح، وبالتحديد فيما يتعلق بأبناء أخي الحسن، حازم بن علي وحميد بن محمود في ستينات القرن العاشر، وحفيد حازم، الفضل بن ربيعة، الذي كان حليفاً في بعض الفترات للفاطميين والصليبيين والمزيديين والسلاجقة. وكان الفضل سلفًا لسلالة آل الفضل التي سيطر أمراؤها على بادية الشام حتى القرن الثامن عشر.