نظرة عامة شاملة حول بلنسية

بَلَنْسِيَة (بالإسبانية: Valencia) هي عاصمة المقاطعة ومنطقة الحكم الذاتي التي تحمل نفس الاسم في إسبانيا. تحتل بلدية بلنسية المركز الثالث فيما يتعلق بالتعداد السكاني، إذ يبلغ عدد سكانها 807,693 نسمة (2023)؛ يعيش 2,522,383 نسمة داخل المنطقة الحضرية. تقع بلنسية على ضفاف نهر وادي الأبيض، على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الأيبيرية في البحر الأبيض المتوسط.

تأسست بلنسية كمستعمرة رومانية في عام 138 قبل الميلاد تحت اسم فالينتيا إديتانوروم. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت بلنسية جزءًا من مملكة القوط الغربية في الفترة الممتدة بين عامي 546 إلى 711 م. جاء الحكم الإسلامي والتطبع الثقافي في القرن الثامن، إلى جانب إدخال أنظمة الري والمحاصيل الجديدة. حدث الغزو المسيحي الأرغوني في عام 1238، لتصبح المدينة بعد ذلك عاصمة مملكة بلنسية. شهد عدد السكان في بلنسية تزايدًا كبيرًا في القرن الخامس عشر، إذ يعود ذلك إلى ازدهار التجارة مع بقية شبه الجزيرة الإيبيرية والموانئ الإيطالية وغيرها من المواقع المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لتصبح بلنسية بحلول نهاية القرن واحدة من أكبر المدن الأوروبية. بعد تدهور النشاط الاقتصادي للمدينة نتيجة نشوء التجارة العالمية عبر المحيط الأطلسي وتراجع شبكات التجارة العالمية عبر البحر الأبيض المتوسط، فضلًا عن انعدام الأمن الناجم عن القرصنة البربرية في القرن السادس عشر، واجه نشاط بلنسية الاقتصادي أزمة بالتزامن مع طرد الموريسكيين من إسبانيا في عام 1609. تحولت المدينة بعد ذلك إلى مركز رئيسي لتصنيع الحرير في القرن الثامن عشر. خلال الحرب الأهلية الإسبانية، اعتُبرت بلنسية بمثابة المركز العرضي للحكومة الإسبانية بين عامي 1936 و1937.

يحتل ميناء بلنسية المرتبة الخامسة كأكثر موانئ الحاويات ازدحامًا في أوروبا والمرتبة الثانية كأكثر موانئ الحاويات ازدحامًا على البحر الأبيض المتوسط. صُنفت بلنسية كمدينة عالمية على مستوى غاما بواسطة شبكة بحث العولمة والمدن العالمية. يُعتبر مركز المدينة التاريخي أحد أكبر المراكز التاريخية في إسبانيا، إذ يمتد على مساحة ما يقارب 169 هكتار (420 فدان). بفضل تاريخها العريق، تتمتع بلنسية بمجموعة من الاحتفالات والتقاليد، مثل مهرجان فاليس (أو فاياس)، الذي أعلنته إسبانيا مهرجانًا ذا أهمية سياحية وطنية في عام 1965 وذكرته اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي في نوفمبر 2016. في عام 2022، احتلت المدينة المركز الأول باعتبارها الوجهة الأولى للمغتربين حول العالم، بالاستناد إلى عدد من المعايير مثل جودة الحياة والقدرة على تحمل التكاليف. وقع الاختيار على بلنسية أيضًا كعاصمة أوروبية للرياضة في عام 2011، وعاصمة التصميم العالمية في عام 2022 والعاصمة الأوروبية الخضراء في عام 2024.



قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←