البلاغة هي فن الخطاب. يقول ابن الأثير: «مدار البلاغة كلها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، لأنه لا انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها.»
من أهم تلك وظائف البلاغة هي التي تختص بالتعامل بين الناس، الكلام بين صاحب العمل والمستخدم، وبين الزوج وزوجته، وكذلك في جميع مناحي «الخدمات»، من بيع شراء، والتعامل مع مكتب البريد أو مع موظف البنك. في جميع تلك المخاطبات يلتزم كل شخص بمراعاة الأدب في الكلام والمحافظة على احترام الشخص الآخر، والسماع إلى رأيه من أجل التفاهم وتسوية أي مشكلة بين المتحدثين ليفترق كل شخص منهما راضيا بالحل الذي توصلا إليه. بالتركيز على إبداء حسن النية، وان يبتديء دائما بإبداء حسن النية حتى يكتسب ثقة المتحدث إليه ويطمئن إليه. من المهم في ذلك - وهذا يحتاج إلى خبرة بالممارسة - هو الإقناع من دون رفع الصوت؛ من يرفع صوته خلال مناقشة يخسر، ويضيع حقه بذلك.