برنامج المتتبع القمري عبارة عن سلسلة من خمس مهمات غير مأهولة للمتتبع القمري، أطلقتها الولايات المتحدة من عام 1966 حتى عام 1967. كان هدفها مساعدة برنامج أبولو لاختيار مواقع الهبوط عن طريق وضع خريطة لسطح القمر. قامت هذه المهمات بتوفير الصور الأولى المأخوذة من مدار قمري، وصوّرت كلّ من الأرض والقمر.
كانت المهمات الخمس جميعها ناجحة، وجرى رسم الخرائط لتسعة وتسعين بالمئة من سطح القمر من الصور التي التُقطت بدقة بلغت 60 مترًا (200 قدم) أو أكثر. كُرّست الثلاث مهمات الأولى لتصوير عشرين موقعًا محتملًا لهبوط الرحلات المأهولة، وقد اختيرت هذه الموقع بناءً على أرصاد أرضية، وقد حلّقت في مدارات منخفضة الميل. كُرِّست المهمتين الرابعة والخامسة لأغراض علمية واسعة، وحلقت في مدارات قطبية ذات ارتفاع كبير. صوّر المتتبع المداري الرابع الجانب القريب من القمر كله، بالإضافة إلى تسعة في المئة من الجانب البعيد. وأكمل المتتبع القمري الخامس تغطية الجانب البعيد، وحصل على صور بدقة متوسطة (20 متر (66 قدم)) ومرتفعة (مترين (6 أقدام و7 إنشات)) لـ 36 منطقة محددة مسبقًا. أُطلقت جميع المتتبعات القمرية على متن مركبات إطلاق من طراز أطلس-أجينا-دي.
تميزت المتتبعات القمرية بنظام تصوير مبتكر، والذي تألف من كاميرا بعدستين، ووحدة معالجة الفيلم، وماسح للمُخرجات البصرية، وجهاز للتعامل مع الفيلم. كانت العدستين عبارة عن عدسة بزاوية تصوير ضيقة عالية الدقة ذات قطر 610 ميليمتر (24 إنش)، وعدسة بزاوية تصوير واسعة متوسطة الدقة ذات قطر 80 ميليمتر (3.1 إنش)، وضعت كلا العدستين تعريضات صورها على لفة واحدة من فيلم بعرض 70 ميليمتر. كان محوري كل من الكمرتين متزامنين، لذلك جرى توسيط المنطقة التي صوِّرت بصور عالية الدقة ضمن مناطق الصور متوسطة الدقة. حُرّك الفيلم خلال عملية التعريض لتعويض سرعة المتتبع، والتي كانت تُقّدر بواسطة مستشعر كهربائي بصري. جرت معالجة الفيلم ومسحه ضوئيًا، وأُرسلت الصور إلى الأرض. التُقطت أوّل الصور للأرض بكاملها خلال مهمات المتتبع القمري، ابتداءً من صورة شروق الأرض كما تبدو من سطح القمر عن طريق المتتبع القمري الأول في أغسطس عام 1966. التقط المتتبع القمري الخامس الصورة الكاملة الأولى لكل الأرض في 8 أغسطس في عام 1967. والتقط المتتبع ذاته الصورة الثانية للأرض كلها في 5 أغسطس في عام 1967.