آنا باولين "باولي" موري (بالإنجليزية: Pauli Murray) (ولدت في عام 1910 وتوفّيت في عام 1985) هي أمريكية ناشطة في مجال حقوق الإنسان أصبحت فيما بعد محاميّة، وناشطة في مجال حقوق المرأة، وراهبة أنجيليكية، وكاتبة. أصبحت موري بسبب اهتمامها بالأمور الكهنوتيّة" أوّل امرأة أفريقيّة أمريكيّة تتلقّى تدريباً لتصبح كاهنة في الكنيسة الأنجيليكيّة في عام 1977، وهو العام الأوّل الذي تُعَيَّن فيه امرأة ما لتشغل أحد المناصب في تلك الكنيسة.
ولدت موري في مدينة بالتيمور بولاية ماريلند الأمريكيّة، وأصبحت في عمر مبكّر من حياتها بحكم اليتيمة، فنشأت في منزل جدّيها لوالدتها في مدينة درهام بولاية كارولينا الشماليّة. انتقلت موري عندما أصبحت في سنّ السادسة عشر إلى مدينة نيويورك بهدف الالتحاق بكلّيّة هانتر، وتخرجت منها في عام 1933 حاصلةً على درجة البكالوريوس في الآداب قسم اللغة الإنكليزيّة. في عام 1940 جلست موري مع صديقتها في القسم المخصّص لأصحاب البشرة البيضاء في موقف باص بولاية فرجينيا، وتمّ على إثر تلك الحادثة اعتقالهما معاً لانتهاكهما قوانين الولاية الخاصّة بالعزل القائم على أساس لون البشرة. دفعتها هذه الحادثة ومشاركتها اللاحقة في «الرابطة الاشتراكيّة للدفاع عن العمّال» إلى متابعة العمل للوصول إلى هدف حياتها المهنيّة بالعمل كمحاميّة حقوق مدنيّة. التحقت موري بكلّيّة الحقوق في جامعة هوارد حيث أدركت هناك أيضاً حالة التحيّز القائم على الجنسانيّة، وهو ما أطلقت عليه موري اسم «جين كرو» في إشارة إلى قوانين جيم كرو التي عزّزت من الفصل العنصريّ في الولايات الأمريكيّة الجنوبيّة. تخرّجت موري من كلّيّة الحقوق وكانت الأولى على دفعتها، ولكنّها حُرمت من فرصة الالتحاق ببرنامج الدراسات العليا في جامعة هارفرد بسبب نوعها الاجتماعي (الجندر). حصلت باولي موري على درجة الماجستير في الحقوق من جامعة كاليفورنيا بركلي، وأصبحت في عام 1965 أوّل امرأة أمريكيّة أفريقيّة تحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم القانونيّة من كلّيّة ييل للحقوق.
دافعت موري، بصفتها محاميّة، عن الحقوق المدنيّة وطالبت بإعطاء المرأة حقوقَها. أطلق كبير المستشارين القانونيّين لـ "الجمعيّة الوطنيّة للنهوض بالملوّنين، (NAACP)" على كتاب موري الذي يحمل اسم "قوانين الدّولة المتعلّقة بالعرق واللّون" لقبَ إنجيل حركة المطالبة بالحقوق المدنيّة. عملت موري بين عامي 1961 و1963 كرئيسة للّجنة الرئاسيّة لحالة المرأة، بعدما عُيّنت من قبل جون كينيدي. ساهمت موري في عام 1966 في تأسيس المنظّمة الوطنيّة للمرأة. وصفت روث بادر غينسبيرغ موري أنّها مشاركة في تأليف موجز لقضيّة عام 1971 التي باتت تُعرف بقضيّة "ريد ضدّ ريد"، وذلك إقراراً منها بعمل موري الرائد في مجال التمييز الجنسانيّ. وضّحت هذه القضيّة "فشل المحاكم في الاعتراف بالتمييز القائم على الجنس كما هو، والاعتراف بخصائصه المشتركة مع أنواع التمييز التعسّفيّ الأخرى “تقلّدت موري مناصب تدريسيّة أو إداريّة في كلّيّة غانا للحقوق، وكلّيّة بينيديكت، وفي جامعة برانديز.
تخلّت موري في عام 1973 عن العمل الأكاديميّ مقابل قيامها بنشاطات مرتبطة بالكنيسة الأسقفيّة الأمريكيّة. نُصّبت في عام 1977 ككاهنة، وكانت واحدة من الجيل الأول من النساء اللاتي أصبحن كاهنات. عانت موري في سنّ الرشد من قضايا تخصّ هويّتها الجنسيّة والجندريّة، فكانت تصف نفسها أنّها «تملك غريزة جنسيّة معكوسة»، تزوّجت لفترة قصيرة جدّاً من رجل وتطلّقت بعدها، وحظت أيضاً بالعديد من العلاقات العميقة مع النساء، أمضت موري بعض الأوقات في سنّ مراهقتها كصبيّ، وصفها أحد كتّاب السيرة الذاتيّة في عام 2017 بأنّها متحوّلة جنسيّاً.
بالإضافة إلى عملها القانوني وعملها في مجال الدعوة، فقد نشرت موري كتابي سيرة ذاتيّة حصلا على استحسان من القرّاء، ونشرت أيضاً مُجلّداً من الشعر، أُعيد نشر هذا المجلّد باسم «وصيّة مظلمة» في عام 2018.