إتقان موضوع باريس خلال حكم لويس فيليب الأول

تُعتبر باريس خلال عهد الملك لويس فيليب الأول (1830-1848) المدينة التي ورد وصفها في روايات أونوريه دي بلزاك وفكتور هوغو. ارتفع عدد سكانها من 785,000 في العام 1831 إلى 1,053,000 في العام 1848، إذ تمددت المدينة ناحية الشمال والغرب، في حين ازدادت نسبة الازدحام في أفقر الأحياء في قلب المدينة.

شكّل قلب المدينة، في المنطقة المحيطة بجزيرة المدينة، متاهات من الشوارع الضيقة والمتعرجة والمباني المتهالكة التي بنيت خلال القرون السابقة؛ كانت المدينة فائقة الجمال، إنما مظلِمة، ومزدحمة، وغير صحية، وخطيرة. تسبب تفشّي الكوليرا في العام 1832 في موت 20,000 شخص. بذل كلود-فيليبر دو رامبوتو، الذي كان حاكم السين لمدة خمسة عشر عامًا في عهد لويس فيليب الأول، بذل جهودًا أولية لتطوير قلب المدينة: إذ رصف مراسي نهر السين بمسارات حجرية، وزرع الأشجار على طول ضفاف النهر. وبنى شارعًا جديدًا (يُعرف حاليًا باسم شارع رامبوتو) لربط حي ماريه بالأسواق، وشرع في بناء سوق لي آل، سوق المواد الغذائية المركزي الشهير في باريس، والذي أكمل بناءه الإمبراطور نابليون الثالث.

سكن لويس فيليب الأول في القصر الملكي مقرّ عائلته القديم، حتى العام 1832، حين انتقل إلى قصر تويلري. ويُعتبر إسهامه الأكبر في آثار باريس هو الانتهاء في العام 1836 من بناء ميدان الكونكورد، والذي تزيّن بإضافة مسلة الأقصر إليه في 25 أكتوبر 1836. في نفس العام، وفي طرف آخر من شارع الشانزليزيه، أكمل لويس فيليب الأول ودشّن قوس النصر، الذي بدأ بناءه نابليون الأول.

في 15 ديسمبر 1840، أُعيد رماد نابليون إلى باريس من جزيرة سانت هيلينا في احتفال رسمي، وبنى لويس فيليب الأول له مقبرة مدهشةً في قصر ليزانفاليد. كما وضع تمثال نابليون على قمة العمود في ميدان فادوم. في العام 1840، أكمل بناءَ عمود في ساحة الباستيل لتخليد ثورة يوليو 1830 التي أوصلته إلى السلطة. بالإضافة إلى ذلك، موّل ترميم كنائس باريس التي لحق بها الدمار خلال الثورة الفرنسية، وهو المشروع الذي نفذه المؤرخ المعماري المتحمّس يوجين فيوليه لو دوك. وأول كنيسة تقرر ترميمها هي دير سان جيرمان دي بري. بين الأعوام 1837 –1841، بنى فيليب الأول قصر بلدية باريس الجديد ذي الصالون الداخلي من تصميم أوجين ديلاكروا.

كما بُينت محطات السكك الحديدية الأولى في باريس في عهد لويس فيليب الأول. بُنيت كلّ محطة بواسطة شركة مختلفة، ولم ترتبط ببعضها البعض؛ ووُجدت جميعها خارج وسط المدينة. افتُتحت أولاها، محطة سانت-جيرمان، في 24 أغسطس 1837 في ميدان ليوروب. وافتُتح البناء الأولي من محطة غار سانت-لازار في العام 1842؛ وافتتحت خطوط السكك الحديدية الأولى من باريس إلى أورليان وإلى روان في 1 – 2 مايو من العام 1843.

مع تنامي عدد سكان باريس، ازدادت حالة السخط العام في أحياء الطبقة العاملة. واندلعت أعمال الشغب في الأعوام 1830، و1831، و1832، و1835، و1839، و1840. وخلّد فيكتور هوغو في روايته البؤساء انتفاضة العام 1832 التي نشبت عقب جنازة أحد أشرس معارضي الملك لويس فيليب الأول، الجنرال جان ماكسيميليان لامارك.

في نهاية المطاف، انفجرت الاضطرابات المتزايدة في 23 فبراير 1848، بعدما فرّق الجيش مظاهرة كبيرة. نُصبت المتاريس في أحياء الطبقة العاملة الشرقية. واستعرض الملك جنوده أمام قصر تويلري، ولكن بدلًا من الهتاف بحياته، هتف الكثيرون «عاش الإصلاح!» بسبب إحباطه، تنازل لويس فيليب الأول عن العرش، واتجه إلى منفاه في إنجلترا.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←