باربرا آن كاسل، بارونة بلاكبيرن (6 أكتوبر 1910 – 3 مايو 2002)، كانت سياسية من حزب العمال البريطاني وعضوًا في البرلمان بين عامي 1945 و1979، لذا كانت واحدة من أقدم نائبات البرلمان في التاريخ البريطاني. أقامت كاسل، التي كانت إحدى أهم ساسة حزب العمال، شراكة سياسية وثيقة مع رئيس الوزراء هارولد ويلسون، واستلمت عدة مناصب في مجلس الوزراء. لا تزال حتى اليوم المرأة الوحيدة التي شغلت منصب سكرتير الدولة الأول.
عملت كاسل، التي تخرجت من جامعة أوكسفورد، صحفية لدى كل من صحيفتي تريبيون وديلي ميرور، قبل انتخابها نائبة في البرلمان عن دائرة بلاكبيرن في انتخابات عام 1945. في ظل حكومة أتلي، كانت سكرتيرة برلمانية خاصة لستافورد كرابس، ولاحقا لهارولد ويلسون، وهو ما سجل بداية الشراكة بينهما. كانت من أشد مؤيدي ويلسون خلال حملته الانتخابية ليصبح رئيس حزب العمل، وبعد فوزه في انتخابات عام 1964، عين ويلسون كاسل لمجلس الوزراء بمنصب وزيرة للتنمية الخارجية، ثم وزيرة للنقل فيما بعد. أثبتت كفاءتها في منصبها الأخير كمصلحة، إذ أشرفت للمرة الأولى على فرض حدود دائمة للسرعة على الطرق البريطانية، فضلًا عن اختبارات التنفس التي تجرى لمعرفة نسبة الكحول لدى السائق وتفقد أحزمة المقاعد الإلزامية.
في سنة 1968، رقّى ويسلون كاسل لتصبح سكرتير الدولة الأول، ثاني أكبر عضو في مجلس الوزراء، بالإضافة إلى وزيرة الأشغال. في منصبها الأخير، دعت كاسل بشدة إلى تمرير قانون يدعى «في أماكن الصراع»، الذي كان سيصلح بدرجة كبيرة عمل نقابات العمال البريطانية. أدي ذلك المقترح إلى انقسام الحكومة وسحبه في نهاية المطاف. برزت كاسل أيضًا في تدخلها الناجح في الإضراب الذي نظمه عمال في شركة فورد ضد التمييز في الأجور بين الجنسين، إذ رفعت صوتها تأييدًا للقائمين على الإضراب، وأشرفت على إقرار قانون المساواة في الأجر. بعد خسارة حزب العمل انتخابات عام 1970 على نحو غير متوقع، ألقى البعض باللوم على كاسل نتيجة دورها في الجدال الدائر حول النقابات العمالية، وهي التهمة التي قاومتها.
عند عودة حزب العمل إلى السلطة بعد انتخابات عام 1974، عينت كاسل وزيرة دولة لشؤون الصحة والخدمات الاجتماعية، إذ كانت مسؤولة عن تشكيل «منحة كير»، وتمرير قانون «إعانة الطفل». كانت من أبرز المعارضين لاستمرار عضوية بريطانيا في المجموعة الاقتصادية الأوروبية خلال استفتاء عام 1975. عندما حل جيمس كالاهان، المنافس السياسي اللدود لكاسل، محل ويلسون في منصب رئيس الوزراء في عام 1976، سارع إلى إقالتها من مجلس الوزراء؛ بقي الاثنان منافسين لدودين لبعضهما بقية حياتهما. بعد اختيار كاسل تقاعدها من البرلمان في انتخابات عام 1979، سارعت إلى ترشيح نفسها للبرلمان الأوروبي، ممثلة لمانشستر الكبرى في الفترة بين عامي 1979 و1989؛ خلال تلك الفترة، كانت زعيمة حزب العمل البرلماني الأوروبي بين عامي 1979 و1985، وأظهر علنًا انقلاب موقفها السابق من الشكوكية الأوروبية. أصبحت عضوا في مجلس اللوردات، بعد أن منحت منصب «لورد مدى الحياة (لورد لا يرث أولاده لقبه)» سنة 1990، وظلت نشطة في السياسة حتى وفاتها في عام 2002 عن عمر يناهز 91 عامًا.