ماري إدمي باتريس موريس دو مكماهون، ماركيز دو مكماهون، ودوق مَجَنْتَا (بالفرنسية: Patrice de MacMahon [patʁis də makma.ɔ̃]؛ 13 يونيو 1808 – 17 أكتوبر 1893)، كان جنرالًا وسياسيًا فرنسيًا، شغل منصب رئيس الجمهورية الفرنسية من عام 1873 حتى 1879. رُقّي إلى رتبة مشير فرنسا (مارشال) على يد نابليون الثالث.
قاد مكماهون الجيش الفرنسي الرئيسي خلال الحرب الفرنسية البروسية عام 1870، حيث أُصيب وأُسر في معركة سيدان في سبتمبر من نفس العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضعف تخطيطه الإستراتيجي وتردده في اتخاذ القرار. استسلم الجيش، بمن فيهم مكماهون والإمبراطور نابليون الثالث، للقوات الألمانية، مما أدى إلى خلع الإمبراطور وإعلان الجمهورية الفرنسية الثالثة.
بعد فترة من النقاهة، عُيّن مكماهون قائدًا لجيش فرساي، والذي قام بقمع ثورة كوميونة باريس في مايو 1871، ممهدًا الطريق لانطلاق مسيرته السياسية.
وفقًا للمؤرخ ديفيد بيل، وبعد استقالة أدولف تيير في مايو 1873، رشّحت الأغلبية الملكية في الجمعية الوطنية مكماهون لقيادة الدولة، على أمل أن يحافظ على استقرار النظام إلى حين تهيئة الظروف لعودة الملكية من خلال مطالب الوريث البوربوني. إلا أن الموقف المتشدد للكونت دي شامبور، من جناح الشرعية المتطرفة، جعل إعادة الملكية أمرًا مستحيلًا سياسيًا. رفض مكماهون دعم أي محاولات لفرض القرار على الجمعية، وبدون دعمه الكامل لم يكن بالإمكان تحقيق عودة الملكية بوسائل غير برلمانية. وأمام هذا الواقع، لم يكن أمام اليمين سوى الإبقاء على مكماهون في منصبه لكسب الوقت واحتواء اليسار، من خلال قمع الاضطرابات الراديكالية واتباع سياسات ترمي إلى استعادة "النظام الأخلاقي" في البلاد.
في نوفمبر 1873، صوّت البرلمان على منحه ولاية رئاسية مدتها سبع سنوات. إلا أن الانقسامات داخل التيار الملكي تركت مكماهون في مأزق سياسي لم يكن مستعدًا له، حيث حاول احتواء الجمهوريين دون صلاحيات محددة أو شرعية واضحة، ودون أغلبية برلمانية أو شعبية، ودون اللجوء إلى القوة. وفي عام 1874، استجابة لمطالب بونابرتية، دعا إلى إصلاح دستوري، مما أدى إلى اعتماد نظام يقوم على رئيس وجلسة شيوخ يُنتخبان بشكل غير مباشر لضمان الاستقرار.
في عام 1876، اضطر مكماهون إلى قبول حكومتي الجمهوريين المعتدلين جول أرمان دوفور وجول سيمون. إلا أنه في عام 1877، أقال سيمون وعين دوق دي بروي، لكن الحكومة الجديدة سقطت بعد تصويت بحجب الثقة. حاول المحافظون استغلال نفوذهم في الصحافة، وتوزيع المناصب، وإعلان الأحكام العرفية للتأثير على الناخبين، لكنهم فشلوا في الانتخابات العامة في أكتوبر 1877، حيث فاز الجمهوريون بالأغلبية رغم مقاومة اليمين. وفي يناير 1879، أُجبر مكماهون على الاستقالة. توفي عام 1893، وكان الجمهوريون يرونه تهديدًا للجمهورية، فيما اعتبره الملكيون المتشددون رجلًا خيب آمالهم وفشل في تحقيق حلم استعادة الملكية.
كان مكماهون كاثوليكيًا محافظًا متدينًا، وتقليديًا يحتقر الأناركية والشيوعية والاشتراكية والليبرالية، ويُكنّ شكًا عميقًا تجاه الجمهوريين ذوي التوجه العلماني. التزم بدوره كحامٍ محايد للدستور ورفض مقترحات تنفيذ انقلاب ملكي، إلا أنه رفض مقابلة ليون غامبيتا زعيم الجمهوريين. دعا إلى إقامة نظام برلماني تختار فيه الجمعية الحكومة، لكنه أصر أيضًا على وجود مجلس شيوخ. وفي وقت لاحق، قام بحل مجلس النواب، ما أثار غضبًا شعبيًا وانتهى بانتصار انتخابي للجمهوريين. وبعيدًا عن ذلك، استقال مكماهون واعتزل الحياة العامة.