الانتخابات الرئاسية الأمريكية 1960 هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية في 8 نوفمبر 1960، فاز فيها المرشح الديمقراطي السيناتور جون إف. كينيدي ورفيقه في الترشح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ليندون ب. جونسون بفارقٍ ضئيل على المرشح الجمهوري نائب الرئيس حينها ريتشارد نيكسون ورفيقه في الترشح سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة هنري كابوت لودج الابن. كانت هذه أول انتخابات تشارك فيها خمسون ولاية، إذ شاركت ألاسكا وهاواي للمرة الأولى، وكانت كذلك آخر انتخابات لم تشارك فيها مقاطعة كولومبيا. كما كانت أول انتخابات يُمنع فيها رئيسٌ حالي -دوايت دي. أيزنهاور- من الترشح لولاية ثالثة، بسبب القيود المفروضة بموجب التعديل الثاني والعشرين للدستور الأميركي.
واجه ريتشارد نيكسون معارضة محدودة في السباق الجمهوري لخلافة الرئيس الشعبي دوايت أيزنهاور. أما جون إف. كينيدي، السيناتور الشاب عن ولاية ماساتشوستس، فقد رسّخ مكانته كأبرز المرشحين الديمقراطيين بفضل أدائه القوي في الانتخابات التمهيدية لعام 1960، حيث حقق انتصارات حاسمة في ولايتي ويسكونسن وفيرجينيا الغربية على خصمه السيناتور هوبرت همفري. وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 1960، هزم كينيدي زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ليندون ب. جونسون في الجولة الأولى من التصويت على الترشيح الرئاسي، ثم اختاره لاحقًا ليكون رفيقه في الترشح.
كان كلا المرشحين الرئاسيين شابَّين نسبيًا، مما ضمن أن الولايات المتحدة ستنتخب أول رئيس وُلد في القرن العشرين. وتُعدّ الانتخابات الرئاسية لعام 1960 من أقرب السباقات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك لعدة أسباب: استفاد كينيدي من الركود الاقتصادي في عامي 1957–1958 الذي أضرّ بسمعة الحزب الجمهوري الحاكم، كما استفاد من وجود 17 مليون ناخب ديمقراطي مسجَّل أكثر من الجمهوريين. إضافة إلى ذلك، فإن الأصوات الجديدة التي حصل عليها كينيدي بصفته كاثوليكيًا كادت أن تعادل الأصوات التي كسبها نيكسون بين البروتستانت. أما نقاط قوة نيكسون فتمثلت في شعبية أيزنهاور والازدهار الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال السنوات الثماني السابقة. وركّز كينيدي حملته الانتخابية على الولايات المتأرجحة ذات الكثافة السكانية العالية، في حين استنزف نيكسون وقته وموارده بمحاولة خوض حملة في جميع الولايات الخمسين. سلّط كينيدي الضوء على شبابه وحيويته، بينما ركّز نيكسون على خبرته الطويلة في العمل الحكومي. واعتمد كينيدي على جونسون لتأمين الجنوب الأميركي، واستفاد بذكاء من وسائل الإعلام التلفزيونية في حملته.
فاز كينيدي في المجمع الانتخابي بـ 303 أصوات مقابل 219، وتقدّم في التصويت الشعبي الوطني بفارق 112,827 صوتًا فقط، أي بنسبة 0.17%. أما أربعة عشر ناخبًا غير ملتزمين من ولايتي مسيسيبي وألاباما فقد صوّتوا للسيناتور هاري إف. بيرد، وكذلك فعل ناخب غير مخلص من ولاية أوكلاهوما. وكان الفارق في التصويت الشعبي لصالح كينيدي الثاني الأضيق في التاريخ الأميركي (بعد فارق 0.11% في انتخابات عام 1880)، وهو الأضيق في تاريخ الحزب الديمقراطي. وبفوزه، أصبح جون إف. كينيدي أصغر شخص يُنتخب رئيسًا للولايات المتحدة، إذ كان عمره 43 عامًا وخمسة أشهر.