الورم الميلانيني هو سرطان خبيث نادر ولكنه عدواني ينشأ من الخلايا الميلانينية. توجد هذه الخلايا الميلانينية في الطبقة القاعدية للبشرة وتنتج الميلانين بتنظيم من الهرمون المنشط للخلايا الميلانينية. رغم أن الورم الميلانيني لا يمثل سوى عدد قليل من جميع سرطانات الجلد، يعد سبب أكثر من 50% من الوفيات المرتبطة بالسرطان. بسبب قدرته العالية على الانبثاث وارتفاع معدل الوفيات المرتبطة به، بالإضافة إلى انتشاره بين الفئات العمرية الأصغر، أصبح الورم الميلانيني من السرطانات الخبيثة الخاضعة لبحوثات مكثفة. يشتبه في أن التعديلات ما فوق الجينية تؤثر على ظهور العديد من الأمراض المرتبطة بالسرطان، وقد يكون لها دور في ظهور الورم الميلانيني.
في السنوات القليلة الماضية، أصبحت التغيرات الكيميائية في الجينوم (المجموع المورثي) أكثر وضوحًا، وقد تكون هذه التغيرات حاسمة في تطور الخباثات. يشار إلى عملية التغير هذه باسم علم التخلق (علم ما فوق الجينات) (باتينو وآخرون 2008). علم التخلق هو المصطلح المستخدم للإشارة إلى التغيرات المستقرة في الدنا (الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين) التي تؤثر على التعبير الجيني ولكنها لا تشمل تغييرات في تسلسل النوكليوتيدات الأساسي للكائن الحي (باتينو وآخرون 2008). تتضمن الآليات التي تشكل علم التخلق نقص وفرط مثيلة الدنا وتعديلات الهستون التي تشمل الأستلة والمثيلة والفسفرة وتعديلات ما بعد الترجمة التي تشمل إسكات الرنا (الحمض النووي الريبوزي). قد تسبب هذه التعديلات حدوث أنماط تعبير مختلفة، ما قد يؤدي إلى تغييرات ضمن الخلايا. تسبب بعض هذه التغيرات تشكل خلايا سرطانية أو اضطرابات خطيرة أخرى مختلفة في وظيفة الخلية، من بين العديد من العواقب الأخرى. لا تتشكل الخلايا السرطانية جراء تغيير واحد فقط.