الهكسوس (تُنطق باللغة المصرية القديمة: HqA(w)-xAswt، «الأمراء الأجانب ») هم أحلافٌ من العموريين الكنعانيين وقلة قليلة من الحيثيين والحوريين، وفي كتب الإخباريين هم العماليق جاؤوا من غرب آسيا فاستوطنوا ما بين سيناء وشرق النيل ما قبل عام 1560 قبل الميلاد. وكان في دخولهم نهاية زمن الأسرة الثالثة عشر، وبداية المرحلة الانتقالية الثانية في مصر.
لم تكن هجرة الهكسوس هي أول هجرة للكنعانيين بل سبقتهم هجرة أولى للكنعانيين. فظهر الكنعانيون لأول مرة في مصر في نهاية الأسرة الثانية عشر حوالي 1800 أو 1720 قبل الميلاد وأنشأوا مملكة مستقلة في شرق دلتا وادي النيل. حيث قام حكام الدلتا الكنعانيين بتجميع أنفسهم وأسسوا الأسرة الرابعة عشر، التي عاصرتها الأسرة المصرية الثالثة عشر وكان مقرها «إيثت-تاوي». وربما تضاءلت تدريجياً سلطة الأسرتين الثالثة عشر والرابعة عشر نتيجة المجاعة والطاعون.
سيطر الهكسوس على أراضي كلتا الأسرتين حوالي 1650 قبل الميلاد، وأسسوا الأسرة الخامسة عشر. فلقد تسبب انهيار الأسرة الثالثة عشر إلى فراغ السلطة في الجنوب، وربما قد أدى ذلك إلى صعود الأسرة السادسة عشر من أبيدوس، التي اتخذت من طيبة مقراً لحكمها. فغزا الهكسوس كليهما في نهاية الأمر، ويستثنى من ذلك طيبة التي لم يستمر الغزو فيها إلا لفترة قصيرة. ومنذ ذلك الوقت سيطرت الأسرة السابعة عشر على طيبة وحكمت لبعض الوقت في تعايش سلمي، ربما على شكل حكام إقطاعيين للملوك الهكسوس. وفي نهاية المطاف شن سقنن-رع تاو، وكاموس، وأحمس حرباً ضد الهكسوس من الجنوب إلى الشمال، وطردوا آخر ملوكهم «خامودي» من مصر 1550 قبل الميلاد.
لقد اعتاد الهكسوس دفن الخيول، وربطوا كبير آلهتهم «أدد» – إله العواصف – بإله العواصف المصري «ست». فالهكسوس أخلاط؛ أصوله ناطقة على الأغلب باللغات السامية. ويُعتقد بشكل عام أن جماعة الهكسوس احتوت العناصر الحورية والهندو-أوربية، وخصوصاً بين القيادات. إلا أن هذا الرأي قد لاقى معارضة شديدة في بعض الأوساط، غالباً لأسباب سياسية.
الهكسوس هم حلفٌ من الساميين ( الكنعانيين) وأقلية من الحوريين والحثيين) دخلت مصر من سيناء في زمن ضعف الدولة الوسطى وأُفول الأسرة الرابعة عشر، أختلف أهل التاريخ في أنسابهم ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة ومنهم من كان سامي الأصل فكانت أسماء ملوكهم عمورية مثل صقير حار وخيان وابوفيس وخامودي وأسماء أصنام الهكسوس سامية مثل بعل وعناة، وانتقلوا من صحراء النقب إلى برية سيناء ثم إلى مصر.
إستمرت دولة الهكسوس في مصر زهاء المئة سنة، فجلبوا معهم العديد من الصناعات والأدوات كبعض الآلات الموسيقية الجديدة والكلمات الأجنبية وكذلك من هذه الصناعات وسائل جديدة في صهر النحاس وصناعة الفخار، وآلات الفلاحة التي لم تكن معروفة عند القبط. وجلب أيضاً الهكسوس لمصر بعض من الآلات الحربية التي كانت تستعمل من قبل الكنعانيين من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس والسيوف المحدبة، ومن ثم جلت الهكسوس من مصر على يد الملك أحمس الأول في عصر الأسرة الحديثة. وكانت هذه الأحداث عاملاً حاسماً لنجاح المملكة المصرية الحديثة لاحقاً في إقامة مملكة عظيمة في المشرق.